مرّ أوّل أيام عيد الأضحى على السوريين حزيناً أمس، في ظل تصعيد واضح في حدة المعارك بين القوات الحكومية وفصائل المعارضة المسلحة. وفي حين لم يُسجّل أي طرف تقدماً ميدانياً واضحاً على حساب الطرف الآخر، أفادت معلومات عن قصف عنيف بطائرات"الميغ"على المناطق التي يسيطر عليها الثوار في دمشق وضواحيها، لا سيما الجنوبية التي يحاول النظام اقتحامها، وأيضاً في ريف درعا بجنوب البلاد. وفي المقابل، سجّل الثوار تقدماً على الأرض في دير الزور بشرق سورية، كما أُفيد بأنهم شنّوا فجراً عملية كبيرة لتحرير السجناء المحتجزين في سجن حلب المركزي. ووصل القصف أمس إلى قلب العاصمة دمشق. إذ سُجّل سقوط قذيفة على كنيسة الأرمن الكاثوليك في باب توما وأخرى في منطقة الشيخ رسلان بباب شرقي. كما أفيد عن سقوط قذائف هاون عدة بالقرب من السفارة الروسية في حي المزرعة بوسط دمشق، إضافة إلى سقوط قذيفة في حديقة ملعب الفيحاء شرق حي التجارة وسط العاصمة السورية أيضاً. وذكرت"شبكة شام"الإخبارية أن ثماني قذائف سقطت على أحياء المهاجرين والمالكي والروضة بدمشق، كما سقطت قذيفة هاون على باب مسجد الصحابة قرب منطقة الجزماتية بحي الميدان بدمشق من دون تسجيل إصابات في صفوف المدنيين. وجاء القصف على قلب العاصمة بالتزامن مع اشتباكات في ضواحيها. ففي ريف دمشق، قصفت قوات الرئيس بشار الأسد، في أول أيام عيد الأضحى المبارك، بلدات البلالية والنشابية وحزرما من جهة مطار دمشق الدولي، في وقت استهدف قصف أحياء داريا وعربين. وكانت داريا تحديداً هدفاً لغارات عدة من الطيران الحربي منذ الصباح، بالتزامن مع قصف وصفته مواقع المعارضة ب"الهمجي"من الجبال التي تتمركز فيها الفرقة الرابعة. وأفيد بأن 10 قتلى سقطوا بقصف بطيران"الميغ"والمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ استهدف حي العسالي في دمشق، في وقت سُجّل قصف من الطيران الحربي على مدينة معضمية الشام بريف دمشق بالتزامن مع قصف مدفعي على المدينة التي نزح آلاف من سكانها وسط توقعات باقتحامها من قوات النظام. وقصف الطيران الحربي حي جوبر في دمشق بالتزامن مع قصف براجمات الصواريخ. وتحدث موقع معارض عن"حملة مكثفة من قوات النظام لاقتحام البويضة بريف دمشق، في ظل حشد التعزيزات العسكرية على أبوابها". وتوجّه الموقع إلى"الثوار والألوية والكتائب"قائلاً:"لا تدعو بلدات جنوبدمشق تسقط الواحدة تلو الأخرى... انقذوها قبل فوات الأوان". وكانت قوات النظام بالتعاون مع مقاتلين شيعة حققت تقدماً في الأيام الأخيرة وسيطرت على بلدات كانت خاضعة للثوار قرب السيدة زينب في جنوبدمشق. وذكرت"شبكة شام"أن أربعة قُتلوا وعدداً كبيراً من الجرحى سقط نتيجة القصف على البويضة جنوبدمشق بالمدفعية الثقيلة ومن الطيران الحربي وسط اشتباكات عنيفة على أطراف البلدة بين الجيش الحر وقوات النظام التي تحاول اقتحام البلدة مدعومة بقوات"حزب الله"و"لواء أبو الفضل العباس". وفي الغوطة الشرقية، سُجّل قصف عنيف بالمدفعية الثقيلة على بلدات ريف دمشق الشرقي من إدارة الدفاع الجوي في المليحة. كما تعرضت بلدة ميدعا في الغوطة الشرقية أيضاً لقصف براجمات الصواريخ. وأفادت معلومات عن قصف عنيف تعرضت له بلدات البلالية والنشابية وحزرما في الغوطة الشرقية من قبل قوات الأسد المتمركزة حول مطار دمشق الدولي. وتعرضت عربين قرب دمشق لقصف بطيران"الميغ"، تزامن مع قصف براجمات الصواريخ لبلدة حزرما بالغوطة الشرقية. وفي محافظة حمص، سُجّل قصف عنيف على جبل الحصن، في حين تم استهداف حي الوعر في قلب مدينة حمص بصاروخ أرض - أرض تبعه تمشيط الحي بقذائف الهاون من عيار 180 ملم. وفي ريف حلب، استهدف الجيش الحر جنود النظام المتمركزين في قرية تل حوسة القريبة من مطار كويرس بالصواريخ. وفي ريف حلب الغربي، وقعت اشتباكات عنيفة في محيط بلدات خان العسل وخان طومان بين الجيش الحر وقوات النظام التي تحاول استعادة هذه البلدات من أيدي الثوار. وأوردت"شبكة شام"الإخبارية أن"عملية استشهادية"نُفّذت صباح أمس بعربة"بي إم بي"مفخخة"استهدفت قوات الأسد في سجن حلب المركزي بمدينة حلب، واشتباكات عنيفة تجرى الآن لتحرير السجن". وفي ريف حلب، تعرضت مدينة السفيرة بقصف بالبراميل المتفجرة من طائرات النظام في أول أيام عيد الأضحى. وفي نوى بمحافظة درعا الجنوبية وقعت اشتباكات عنيفة في محيط كتيبة الكونكورس، في ظل استمرار القصف على الحي الجنوبي من المدينة. كما شن الطيران الحربي غارات على مدينة بصر الحرير ومدينة طفس وبلدة النعيمة بريف درعا. وفي دير الزور، أعلنت مصادر الثوار أن مقاتليهم تمكنوا في"معركة الجسد الواحد"من تحرير حاجز جميان في حي الصناعة. كما أوردت مصادر المعارضة أيضاً أنباء عن السيطرة على شارع شباط وعدد من أبراج الجيش المحيطة به في منطقة الرشدية في دير الزور"بعد معارك عنيفة"كانت لا تزال مستمرة. وأوردت"شبكة شام"أيضاً معلومات عن"تمكن الجيش الحر من تحرير حاجز لحايا جنوب مدينة مورك بريف حماة. وقد قُتل بالعملية 5 من جنود الأسد وهرب الباقون". كما تعرضت اللطامنة في ريف حماة لقصف مماثل بالبراميل المتفجرة. الحكومة السورية: قتل إرهابيين أما وكالة"سانا"الحكومية فذكرت بأن قوات النظام دمرت مواقع لمن وصفتهم ب"الإرهابيين"في جنوب غربي التواني الواقعة بمنطقة القلمون وشمال شرقي دير عطية وشمال شرقي النبك وفي الجرود الغربية لمنطقة معلولا. ونقلت عن مصدر عسكري أن وحدة من الجيش أحبطت محاولة تفجير عبوات ناسفة زُرعت تحت جسر الضمير قرب سكة القطار على طريق الضمير - تدمر. كما ذكرت أن القوات الحكومية قتلت أعضاء في مجموعة مسلحة"بعض أفرادها من الجنسية الأردنية"في حي برزة وفي قرى وبلدات بريف دمشق. كذلك، أشارت إلى مقتل مسلحين في اشتباك مع وحدة من الجيش جنوب شرقي الكورنيش الوسطاني في حي جوبر. وتحدثت أيضاً عن مقتل مسلحين في زملكا وسقبا. وأوردت"سانا"أن وحدات الجيش ب"التعاون مع الأهالي"أعادت"الأمن والاستقرار إلى قريتي البرغوثية والعرشونة ومزرعة العفافرة بريف حماة بعدما قضت على آخر تجمعات الإرهابيين وفلولهم فيها". أما في حمص، فذكرت"سانا"أن الجيش قتل"عدداً من الإرهابيين أثناء محاولتهم التسلل إلى حي جورة الشياح"من منطقة سوق الجاج والمدرسة الهاشمية ومكتب دفن الموتى في مدينة حمص. وأشارت إلى قصف استهدف"تجمعات الإرهابيين"في أحياء القصور والقرابيص وباب هود والحميدية والصفصافة. وفي ريف اللاذقية، تحدثت الوكالة السورية الرسمية عن"عملية نوعية"نفذتها القوات النظامية ضد المجموعات المسلحة في قرية عين عيسى ما أدى إلى"مقتل 19 إرهابياً بينهم المدعو أبو خالد التيجاني من الجنسية التونسية". وفي محافظة حلب، أشارت"سانا"إلى إحباط"محاولة إرهابيين التسلل من اتجاه جامع خالد بن الوليد إلى حي صلاح الدين". أطباء بلا حدود وفي باريس أ ف ب دعت منظمة"أطباء بلا حدود"غير الحكومية أطراف النزاع في سورية والدول النافذة ايضاً الى بذل كل ما في وسعها للسماح للعاملين الانسانيين بنقل المواد الغذائية والادوية الى المناطق التي تحتاج اليها في هذا البلد. وقال المدير العام للمنظمة كريستوفر ستوكس في بيان إن"اطباء بلا حدود تدعو السلطات السورية ومجموعات المعارضة والدول التي تتمتع بنفوذ في هذا النزاع، الى أن تضمن كلها تمكين العاملين الانسانيين من العمل في كل أمان ومن دون عراقيل". وأضاف ستوكس ان"المساعدة الانسانية يجب ان تنتشر فوراً في كل مناطق البلد التي تحتاج اليها"، مشيراً الى ان"التحرك السياسي المكثف"بشأن الأسلحة الكيماوية سمح بإرسال مفتشين الى مناطق لا يمكن للعاملين الانسانيين ان يدخلوها. وعلى خط موازٍ، فإن خطف سبعة عمال انسانيين من اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري في نهاية الاسبوع الماضي في شمال سورية، والذين تم الافراج عن اربعة منهم يوم الاثنين، يدل على المخاطر الكبيرة التي يواجهها يومياً العاملون الانسانيون الذين يحاولون مساعدة ضحايا النزاع.