تعليقاً على مقال بيسان الشيخ"غزل السلفيين والنهضويين" الحياة 25/9/2012 البلاد العربية تعيش حالة انتقالية بعد إسقاط الطغاة، وما نتج حتى الآن لا يعبر عن الخيار الاستراتيجي للشعوب ولا عن خاتمة هذه التحولات. حين تحركت الشعوب كان لديها تصوران عن التغيير، الأول يتعلق بالواقع ووجوب تغييره مهما كلف، وكان الشعب موحداً على هذا الهدف. لم يكن هناك خلاف على أن الأنظمة القائمة شكلت أكبر كارثة عرفتها الأمة في تاريخها ومن هنا كان الانفجار في وجهها والإصرار على إسقاطها، وهكذا كان. التصور الثاني هو حول البديل الذي لم يكن واضحاً، فالناس يريدون أن يعيشوا وفق وجهة النظر الإسلامية في ظل حكم إسلامي ولكن هذا التصور غير واضح ولا مبلور ولا يدرك الناس كيفية تحقيقه. هي مرحلة انتقالية تجري فيها بلورة المشروع السياسي الإسلامي في ظل أجواء تتيح حصول عملية تفاعل صحية بعيداً عن بطش الحكام وقبضتهم الأمنية السابقة، وهي مسألة وقت إلى أن تتوحد عناصر النهضة والتغيير الشامل الآتي.