أظهرت دراسة في واشنطن أن بعض المرضى المصابين بفيروس الأيدز في فرنسا، والذين بدأوا سريعاً تناول مضادات الفيروس القهقرية، ظلوا بعد سنوات عدة بمنأى عن المرض على رغم أنهم لم يتابعوا علاجهم. وبعد تناول مضادات الفيروس القهقرية منذ بداية الإصابة بالفيروس بعد 8 أو 10 أسابيع من الإصابة، أوقف خمسة عشر مريضاً من المجموعة المسماة"فيسكونتي"العلاج بعد أقل من ثلاث سنوات. وبعد سنوات عدة، تبيّن أن الحمل الفيروسي لديهم غير قابل للكشف وأن مستوى الخلايا اللمفاوية"تي 4"، وهي الخلايا الرئيسة في جهاز المناعة، مرتفع. وأوضح الباحثون أن أحد عشر مريضاً من هؤلاء المرضى لديهم نقاط مشتركة مع الأشخاص الذين يقاومون طبيعياً فيروس الأيدز. فنسبة الحمل الفيروسي لديهم منخفضة جداً، تماماً كما هي حال الأشخاص القلائل جداً الذين يقاومون فيروس الأيدز طبيعياً من دون تناول أية مضادات قهقرية. وأوضح الدكتور أزييه إيز - يريون من معهد"باستور"أن"هذه الملاحظات تشير إلى أن تناول مضادات الفيروس القهقرية باكراً جداً بعد اكتشاف الإصابة يحدّ من انتشار الفيروس في الجسم". وأشار إلى أن مرضى"فيسكونتي"لديهم قدرة استثنائية على مقاومة فيروس الأيدز، وقد يساهمون في التوصل إلى طريقة للسيطرة على الإصابة لدى أشخاص إيجابيي المصل يتلقون علاجاً لمدة 12 شهراً على الأقل. لكن في مجموعة أخرى من المرضى الإيجابيي المصل، تبين أن 10 في المئة فقط من المرضى تمكنوا من مقاومة الفيروس بعد التوقف عن تناول مضادات الفيروس القهقرية. فاستنتج الباحثون أن"هذا المفعول لا ينطبق بعد على جميع الأشخاص الإيجابيي المصل".