كشف فريق من اختصاصيي الفيروسات الأميركيين أول حالة شفاء وظيفي لطفلة أصيبت بفيروس الايدز لدى الولادة من والدتها الايجابية المصل. وحالة الطفلة من ولاية مسيسيبي هي أول طفلة تحقق ما يعرف باسم الشفاء الوظيفي، وهي حالة نادرة يحقق فيها المريض الشفاء من دون الحاجة في ما بعد الى دواء، وذلك بعدما أظهرت اختبارات الدم ان الفيروس لا يستنسخ نفسه. وثمة حاجة إلى معرفة ما اذا كان العلاج ذاته سيكون له الأثر نفسه على أطفال آخرين، لكن هذه النتائج يمكن ان تغير الطريقة التي يعالج بها الاطفال الاكثر عرضة للاصابة بالمرض وقد تؤدي الى علاج يشفي الاطفال المصابين بالفيروس المسبب لمرض نقص المناعة المكتسبة (الايدز). وحالة الشفاء الكامل الوحيدة المعترف بها في العالم هي حالة الاميركي تيموثي براون المعروف باسم «مريض برلين». فقد أُعلن شفاؤه بعد عملية زرع لنخاع العظم تبرع به شخص يحمل تحولاً جينياً نادراً جداً يمنع الفيروس من دخول الخلايا. وكان الهدف من عملية الزرع معالجة اصابته بسرطان الدم. وفي حالة الطفلة الذي بات بامكان جسمها السيطرة على الاصابة من دون علاج، فقد حصلت على علاج مضاد لفيروسات القهقرية بعد أقل من 30 ساعة على ولادتها. ويفسر العلاج المبكر ربما هذا الشفاء الوظيفي من خلال تعطيل تشكّل خزانات فيروسية تَصعب معالجتها على ما افاد الباحثون الذين عرضوا هذه الحالة في المؤتمر السنوي العشرين حول الفيروس القهقري والاصابات الانتهازية في اتلانتا (ولاية جورجيا). وتطلق الخلايا المصابة «النائمة» مجدداً العنان للاصابة لدى غالبية ايجابيي المصل في الاسابيع القليلة التي تلي وقف العقاقير المضادة للفيروسات القهقرية. وقالت المشرفة الرئيسة على الدراسة: «قد يسمح العلاج المضاد للفيروس القهقري لدى المولودين حديثاً، بالتوصل الى فترة طويلة من دون الحاجة الى هذه العقاقير من خلال منع تشكل هذه الخزانات الفيروسية المخبأة»، موضحة أن هذا ما حصل مع الطفلة الرضيعة. وبيّنت الفحوص تدنياً تدريجياً للشحنة الفيروسية في دم الرضيعة الى أن بات من المستحيل ايجاد اثر له بعد 29 يوماً على ولادتها. وعولجت الطفلة بعقاقير مضادة للفيروسات القهقرية على مدى 18 شهراً وبعدها فقد أطباء اثره لمدة عشرة اشهر. وخلال تلك الفترة لم تحصل على أي علاج. وأجرى الأطباء بعدها فحوصاً للدم لم يظهر اي واحد منها وجود الفيروس. وانتفاء الشحنة الفيروسية لفيروس «اتش اي في» المسبب للايدز من دون علاج، أمر نادر جداً وقد سجل لدى اقل من 0.5 في المئة من البالغين المصابين الذين يمنع نظام المناعة في جسمهم من تكاثر الفيروس ويحول دون رصده سريرياً.