أبدى مسيرو الفئات السنية في الأندية السعودية تذمرهم ومعاناتهم من توقيت المباريات التي تلعب في درجات حرارة عالية تؤثر في أداء اللاعبين، كون أعمارهم لا تتحمل حرارة الطقس، وفي ظل مطالبات الأندية بتغيير توقيت مباريات الفريق الأول في مسابقة دوري زين للمحترفين وتقديمها إلى ما قبل صلاة العشاء التي أثبتت جدواها في مواجهات عدة، لم نجد أي مطالبات من الإعلام بتغيير توقيت مواجهات الفئات السنية الذين ربما هم في أمس الحاجة للتغير، خصوصاً أنهم المواهب القادمة للمنتخب السعودي، وأهم الركائز التي ترتكز عليها خطة إعادة الكرة السعودية إلى سابق عهدها، واتفق إداريو أندية الشباب والهلال والنصر على ضرورة تغيير التوقيت الحالي، مطالبين بتأخير بداية المباريات في فترة الصيف حتى تقل درجة الحرارة التي سيكون لها الأثر الكبير على اللاعبين والجهد الذي يبذلونه داخل المستطيل الأخضر. إذ أبدى إلمشرف على الفئات السنية بنادي الشباب علي الحسينان امتعاضه من توقيت مباريات الفئات السنية، مشيراً إلى أن اللاعبين لا يتحملون حرارة الشمس وقوتها وهم بهذه الأعمار، وقال: «نملك مواهب ممتازة، وهم يريدون أن يظهروا موهبتهم في المباريات الرسمية، ونحن كإدارة يجب أن نهيئ الجو المناسب لهم، حتى يستطيعوا تقديم كل ما يملكون من إمكانات لفريقهم، ولكن اللاعبين يعانون الكثير، ولعلي أذكر أنه في آخر مباراة لنا في درجة الشباب مع فريق النجمة بدأ اللاعبون في عملية الإحماء والشمس عمودية عليهم، وقوية جداً، لدرجة أننا استطعنا أن نسجل هدفاً في الثانية التاسعة، وهذا بكل تأكيد بسبب تأثير الشمس في لاعبي النجمة، صحيح أننا فزنا بأربعة أهداف، وفي الشوط الأول كان مستوى الفريقين هابطاً، وفي الشوط الثاني بعد أن اعتدل الجو تحسن المستوى العام للمباراة». وأضاف: «أتمنى في مثل هذه الأوقات التي تكون درجة الحرارة فيها عالية أن تقام المباريات في وقت متأخر قليلاً عن الوقت الحالي، مثلاً أن يبدأ الشوط الأول قبل صلاة المغرب والشوط الثاني بعد الصلاة مباشرة، خصوصاً في شهري آب (أغسطس) وأيلول (سبمتبر)، إذ عادة ما تكون فيهما درجة الحرارة مرتفعة، واللاعبون يتذمرون منها، وهناك مشروبات تعوض نقص الطاقة الجسمانية لدى اللاعبين، لكننا لا نريد أن ننشئ اللاعبين عليها، خصوصاً بعد انتشار المنشطات، وأصبحنا نأخذ الحذر في مثل هذه الأمور، ولو شاهدنا اللاعبين على مستوى الفريق الأول في جميع الأندية عندما يلعبون ليلاً ودرجة الحرارة مرتفعة يتأثرون بذلك، ما يجعلهم لا يقدمون كل ما لديهم، خصوصاً في بداية الموسم، فما بالك بلاعبين صغار في السن ويلعبون تحت أشعة الشمس الحارة جداً، وليس درجة الحرارة فحسب بل الوقت الحالي للمباريات يؤثر في البرنامج الغذائي والصحي للاعب، وأيضاً وقت النوم والاستيقاظ، ونحن كإداريين والجهاز الفني نعاني الأمرين بسبب حجوزات الطيران التي نعاني منها كثيراً في ظل هذا التوقيت للمباريات، ما يجعلنا أحياناً نجعل اللاعب يعسكر يومين وهذا أمر مزعج لهم ولأسرهم». وزاد: «في الموسم الماضي رأينا فريقي الهلال والاتحاد يلعبان في وقت ممتاز شوطاً قبل صلاة المغرب والآخر بعد الصلاة، وفي هذا الموسم لعبت مواجهة الاتفاق والاتحاد في الجولة الثالثة في التوقيت ذاته، والجميع طالب باستمرار هذا التوقيت، لما فيه من راحة لجميع الأطراف، من لاعبين وجهاز إداري وفني». وفي البيت الهلالي تمنى إداري الفريق لدرجة الشباب خالد الحبيش أن يلغى يوم الجمعة من مسابقات الفئات السنية، مراعياً ظروف اللاعبين في الدراسة من الناحية التربوية، التي يعدها أهم أمر لتكوين اللاعب، مؤكداً أن اللاعب الذي لا يملك الفكر لا يستمر وينتهي سريعاً، وقال: «أنا متأكد من أن لجنة المسابقات تراعي جميع الظروف في أوقات المباريات من تأخر اللاعبين في العودة إلى بيوتهم في حال كانت المباريات بعد العشاء، لكننا لا نريدها بعد في هذا التوقيت، فلو لعب شوط قبل صلاة المغرب، والشوط الثاني بعد الصلاة، أعتقد أنه حل جيد لجميع الأطراف، خصوصاً أن الوقت الحالي تكون فيه حرارة الشمس قوية جداً على اللاعبين، وهو أمر متعب لهم بحكم صغر سنهم، ويجب أن نراعي أمراً أهم وهو الأمر التربوي والمدارس، فأنا أرى أنه أهم حلقة في حياة اللاعب، والوقت الذي اقترحته قبل المغرب وبعد المغرب يتيح لنا الوقت لو كنا نلعب في الغربية أو الشرقية أن نعود في وقت مناسب، فلو كانت الرحلة الساعة التاسعة مساء فسيكون الفريق في الرياض قرابة الساعة العاشرة، وهناك بعض المدن لا توجد رحلات فيها إلا الساعة الواحدة صباحاً، فعندما تكون المباراة يوم الجمعة فمتى سيعود اللاعب، وينام كي يصحو باكراً للمدرسة، وأيضاً عندما نلعب في تمام الساعة الرابعة وننتهي مع صلاة المغرب والرحلة الواحدة ليلاً فهناك قرابة الست ساعات لانتظار الرحلة، وأتمنى من لجنة المسابقات أن تراعي هذا الأمر وتلغي يوم الجمعة من حساباتها في لقاءات الفئات السنية». وأضاف الحبيش: «إذا وجدت لاعباً يساعدك من الناحية التعليمية تستطيع أن تعمل على إخراج موهبة جيدة ممزوجة بين موهبة وفكر، أما إذا كانت الموهبة موجودة ومن دون فكر فلا حاجة للموهبة هنا، واللاعب هذا ينتهي بسرعة في مجال كرة القدم».