على رغم تأكيد عدد من الدراميين السوريين أن الدراما لم تتأثر بالأزمة الداخلية والحراك الشعبي في شكل كبير، لكنّ ملامح التأثر بدت واضحة في سيرورتها، ليس فقط على صعيد الكم، الذي انخفض من 35 عملاً في 2011 إلى 20 عملاً في 2012، بل أيضاً على صعيد غياب عدد كبير من المخرجين والنجوم والشركات الإنتاجية. ويأتي في رأس القائمة المخرجان بسام ومؤمن الملا، اللذان حضرا عبر خماسية"باب الحارة"ومن ثم مسلسل"الزعيم"في السنوات الست الأخيرة. كما سيغيب نجدة أنزور الذي قدّم الموسم الماضي عملين "شيفون"و"في حضرة الغياب"، هو الذي لم يغب عن الدراما السورية في السنوات الأخيرة، علماً أنّه يحضّر لمسلسل"ثنائيات الكرز"الذي سيبدأ تصويره بعد رمضان ليكون حاضراً في موسم 2013. ويظهر اسم سيف الدين سبيعي هذا الموسم كممثل فقط، في حين سنفتقده كمخرج بعدما قدّم في الموسم الماضي عملين "طالع الفضة"و?"تعب المشوار". ومن الأسماء الإخراجية المكرسة التي ستغيب هذا العام: علاء الدين كوكش "رجال العز"، مروان بركات "السراب"، صفوان نعم "صايعين ضايعين"، عبد الغني بلاط "المنعطف"، حسان داود "سقوط الأقنعة"، سامر برقاوي "مرايا 2011"، إضافة إلى إياد نحاس، الذي قدّم"أيام الدراسة"في الموسم الماضي والتزم عملاً في السعودية قبل الاتفاق على الجزء الثاني من المسلسل ليحل مكانه مصطفى برقاوي، من دون ان ننسى حاتم علي، الذي قدّم الموسم الماضي"الغفران"، وقد يغيب هذا الموسم في حال لم يتفق على عرض مسلسل"الفاروق"الذي أنتج سابقاً ولم يعرض حتى الآن. ومن المخرجين الذي سيغيبون للموسم الثاني على التوالي، يبرز اسم ايناس حقي، التي قدمت مسلسل"أبو خليل القباني"في موسم 2010، وسمير الحسين الذي قدّم في الموسم ذاته مسلسل"وراء الشمس"، ورامي حنا الذي يعرض له مسلسل"روبي". واللافت ان لهذه الغيابات أسباب، منها ارتباط بعض المخرجين بأعمال خارج سورية، أو للاستراحة، كما يصرح بعضهم الآخر. لكن السبب الأبرز والأكثر وضوحاً هو تراجع عجلة الإنتاج الدرامي في سورية، حيث توقفت شركات انتاج عن العمل في الفترة الأخيرة، ومنها شركة"غراند بروداكشن"التي قدمت"صايعين ضايعين"في 2011، و"دانة"، التي قدمت مسلسل"توق"، و"الجابري""السراب"، و"مسار""سقوط الأقنعة"، و"غزال""رجال العز"، و"ميراج""كريزي تي في"، وشركة فراس إبراهيم "في حضرة الغياب"، إضافة إلى شركة"عاج"التي قدمت مسلسلي"الغفران"و"دليلة والزيبق"، وستكون حاضرة في الجزء الثاني من المسلسل الأخير الذي صوّر في الموسم الماضي. وإذا كانت قائمة المخرجين الغائبين ضمت 12 مخرجاً، وقائمة الشركات الإنتاجية بلغت 8 شركات، فإن قائمة الممثلين الذين سيغيبون عن الدراما السورية هذا الموسم أكبر بكثير، بخاصة عند نجوم الصف الأول. ويبرز هنا اسم دريد لحام الذي أطل في 2011 عبر مسلسل"الخربة"، وياسر العظمة الذي أطل عبر"مرايا 2011"، فيما يغيب مصطفى الخاني، الذي قدم الموسم الماضي مسلسل"شيفون"، بعدما وافق على المشاركة في مسلسل"زمن البرغوت"وعاد وانسحب منه بعد خلاف مع سلوم حداد ليبقى خارج السباق الرمضاني 2012. ومن الأسماء الأخرى باسل خياط، الذي فضّل النأي بنفسه بعد الأحداث السورية وعدم العمل في الدراما، واتباع دورة إخراج سينمائية في أميركا. كما اعتذر مكسيم خليل عن عدم المشاركة في الجزء الثاني من"الولادة من الخاصرة"، بسبب ارهاق تصوير مسلسل"روبي"في الأشهر الستة الأخيرة. في حين سيكون عدد من النجوم الآخرين حاضرين بعيداً من الدراما السورية وتحديداً في الدراما المصرية، ومنهم جمال سليمان الذي يلعب دور البطولة في المسلسل الصعيدي"سيدنا السيد"، وتيم حسن في بطولة"الصقر شاهين"، وفراس ابراهيم في"أرواح منسية". قائمة الغيابات تطول، فكثير من الممثلين السوريين سيغيبون أيضاً لأسباب تتعلق بمواقفهم السياسية المعادية للنظام السوري، منهم من بقي في سورية واعتكف في منزله مثل مي سكاف، يارا صبري، محمد آل رشي، عبد الحكيم قطيفان، ومنهم من غادر سورية إلى المهجر مثل فارس الحلو ولويز عبد الكريم وزينة حلاق وغيرهم. أياً يكن الأمر فإن غياب 12 مخرجاً و8 شركات إنتاجية وما يزيد عن 20 ممثلاً من الصف الأول، يؤكد الأزمة الخانقة التي تمر بها الدراما السورية، والأمر لا يقتصر على هذه الغيابات فكثير من الممثلين الذين اعتادوا الظهور في أكثر من عمل، يطلون في الموسم المقبل في عمل أو عملين على أبعد تقدير، مثل سلاف فواخرجي، أيمن رضا، أيمن زيدان، عباس النوري، وغيرهم، فيما تراجع إنتاج بعض الشركات، مثل"سورية الدولية"من أربعة أعمال إلى ثلاثة، و"بانة"من ثلاثة إلى عملين. وحدهما شركتا"كلاكيت"و"المؤسسة العامة للإنتاج"حافظتا على وتيرة إنتاجهما، في حين تراجع زخم عدد من المخرجين الذين اعتادوا أن يقدموا عملين في الموسم الواحد إلى عمل واحد فقط على رأسهم تامر اسحق الذي سيقدم مسلسل"الأميمي"فقط، وحدها رشا شربتجي زادت من وتيرة عملها لتقدم عملين في موسم واحد، هما"الولادة من الخاصرة 2"و"بنات العيلة".