تواصَل السجال في إسرائيل في شأن الحملة التي انطلقت في أحد الأحياء الفقيرة في تل أبيب ضد العمال الأفارقة الذين تسللوا إلى إسرائيل في السنوات السبع الأخيرة، فيما تظاهر المئات من العمال الآتين من إريتريا ضد الأصوات المطالبة بترحيلهم إلى بلادهم. واحتلت هذه المسألة عناوين وسائل الإعلام العبرية التي وجهت اللوم إلى الحكومة على عدم معالجتها ظاهرة هجرة الأفارقة إلى الدولة العبرية في شكل جذري، فيما انتقد وزراء كبار تصريحات عنصرية أطلقها نواب من اليمين ضد العمال الأفارقة، وأعرب معلقون بارزون عن مخاوفهم من أن تشوه هذه التصريحات صورة إسرائيل في الحلبة الدولية. ورفع مئات المتظاهرين المهاجرين من إريتريا قبالة سفارة بلادهم في تل أبيب، الشعارات التي تطالب بعدم ترحيلهم إلى بلدهم طالما لم تستقر الأوضاع الأمنية فيها. وجاء في بعض الشعارات الموجهة إلى حكومة إريتريا:"أوقفوا عمليات الاغتصاب والتعذيب والتجارة بالأعضاء"، و"الشعب الإريتري يريد العودة إلى وطنه". كما تظاهر العشرات من هؤلاء المهاجرين قبالة مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو في القدسالمحتلة احتجاجاً على الاعتداءات الجسدية التي تعرضوا لها في الأيام الأخيرة، ورفعوا شعار"كفى للعنصرية". وتساءل بعض المتظاهرين في حديثه لوسائل الإعلام العبرية عن سر العلاقات التي تقيمها إسرائيل مع النظام في إريتريا"وهو النظام المستبد الذي بسببه لا يمكننا العودة إلى بلدنا". واقتبس أحدهم تصريحات سابقة لنائب وزير الخارجية الإسرائيلية داني أيالون قال فيها إن"إريتريا معروفة في العالم بأنها لا تحترم حقوق الإنسان... ومن يعود إلى هناك حياته ليست في مأمن بل يتهدده الموت". ونقل موقع"يديعوت أحرونوت"عن مهاجرين إريتريين قولهم إن إسرائيل تتفادى فرض عقوبات على إريتريا بسبب أهمية هذه الدولة استراتيجياً، وقال:"كل العالم يرى ماذا يحصل في إريتريا، لكن إسرائيل تواصل غض الطرف وتحافظ على علاقاتها مع الحاكم المستبد ربما لأن إريتريا تشكل ذخراً استراتيجياً لإسرائيل في حربها ضد إيران". لكن هذه التظاهرات لم تلجم انفلات اليمين الإسرائيلي ضد المهاجرين الأفارقة ومطالبته الحكومة بترحليهم إلى بلدهم أو إلى دولة أخرى تبدي استعداداً لاستقبالهم. ويقود الحملة زعيم حركة"شاس"الدينية الشرقية وزير الداخلية إيلي يشاي الذي هدد رؤساء ست بلديات في إسرائيل بالاقتطاع من موازنات وزارته لبلدياتهم في حال لم يتحركوا لمنع سكن المهاجرين الأفارقة في تخوم بلداتهم.