ستراسبورغ، لندن - «الحياة»، أ ف ب - طلب الرئيس محمود عباس من الأوروبيين أمس تقديم دعمهم «للربيع الفلسطيني» من خلال تأييد انضمام دولة فلسطين الى الاممالمتحدة، مشدداً على ان الاعتراف بدولة فلسطين هو حماية للإنجازات التي تحققت بفضل الاستثمار الذي قدمته أوروبا وتعزيز للدور الأوروبي في عملية السلام. وقال عباس في خطاب ألقاه في مجلس أوروبا في ستراسبورغ الذي يضم 636 نائباً من 47 بلداً عضواً: «دعمتم الربيع العربي الذي يتطلع الى الديموقراطية والحرية». وبعدما أعرب عن «فخره» بالدعم الرمزي الذي قدمته هذه الجمعية بداية الاسبوع، اضاف وسط تصفيق الحاضرين: «الآن، جاء الربيع الفلسطيني للمطالبة بالحرية وانهاء الاحتلال. نحن نستحق دعمكم». وتأتي هذه الزيارة بعد يومين من منح الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا، المجلس الوطني الفلسطيني وضع «شريك من اجل الديموقراطية». ويضم مجلس الامن ستة من اعضاء مجلس اوروبا. وبرّر عباس الذي كان يتحدث باللغة العربية خطوته في الاممالمتحدة، قائلاً ان آمال الفلسطينيين في اقامة دولتهم خابت فترة طويلة، متسائلاً: «الى متى يتعين عليهم الانتظار بعد؟». واضاف انه بسبب تعثر المفاوضات مع الحكومة الاسرائيلية، «كان البديل بالنسبة الينا ان نتجه نحو المجموعة الدولية وندعوها الى فتح آفاق جديدة لعملية السلام». واضاف ان هذا المسعى لا يهدف الى «عزل اسرائيل»، موضحاً انه يؤيد الاقتراح الاخير للجنة الرباعية (الولاياتالمتحدةوالاممالمتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا) الذي يدعو الى استئناف المفاوضات المتوقفة منذ اكثر من سنة. لكنه كرر القول ان وقف الاستيطان هو «أحد الشروط الضرورية» لاستئناف المفاوضات، معرباً عن اسفه «لاصرار حكومة نتانياهو على وضع شروط جديدة ومستحيلة». وأكد عباس ان «المطالبة بأن يعترف الفلسطينيون بإسرائيل دولة يهودية هو شرط مسبق غير مقبول لأن ثمة خطراً ان يحول ذلك الصراع المحتدم في منطقتنا الى صراع ديني». في الوقت نفسه، شدد على نبذه العنف والارهاب على رغم «الاستفزازات الكثيرة من الطرف الاسرائيلي»، وقال: «لن نسمح لهم بأن يجروننا الى التطرف، لن نسير في هذا الطريق». من جهة اخرى، اعلن عباس ان السلطة تدعم «تماماً» اتفاقا يؤدي الى افراج حركة «حماس» عن الجندي الاسرائيلي الاسير غلعاد شاليت في مقابل افراج اسرائيل عن اسرى فلسطينيين، وقال: «نحاول التوصل الى اتفاق بين حماس واسرائيل من اجل الافراج عن شاليت في مقابل الافراج عن اسرى فلسطينيين»، مضيفاً: «ندعم تماماً هذا الاتفاق بطبيعة الحال». وأفادت وكالة «معا» الفلسطينية المحلية للأنباء ان نواب المجلس الاوروبي صفقوا 3 مرات عند دخول عباس مقره في ستراسبورغ، فيما وصفه رئيس الجلسة التركي شويش بأنه الرجل الجريء الداعي للسلام ولاعلان دولة فلسطين ديموقراطية نامية. ولم ينس مدير الجلسة كيل المديح لخطابه في الاممالمتحدة قبل اقل من اسبوعين. وقال عباس في خطابه: «الآن هو الوقت المناسب لكي يعترف العالم بالدولة الفلسطينية»، مؤكداً وجود 128 دولة عضواً في الأممالمتحدة تعترف بدولة فلسطين على حدود عام 1967، وأن 17 من هذه الدول أعضاء في مجلس أوروبا، فيما تقيم فلسطين علاقات ديبلوماسية متطورة مع 24 من الدول الاعضاء في مجلس اوروبا وأكدت هذه الدول انها على استعداد للاعتراف بددولة فلسطين في الوقت المناسب. وأكد عباس ان السلام هو الذي يصنع الامن في المنطقة وليس القوة العسكرية، متسائلا: «كيف يتكاثر الاستيطان بنسبة 300 في المئة منذ توقيع اتفاق اوسلو». ووصف من خلال 13 صفحة جرائم الاحتلال وأدارت حكومة اسرائيل ظهرها للقرارات الدولية وتنكرها لحقوق الشعب الفلسطيني ومناشدتهم السلام وحسن الجيرة. وهاجم سياسة الاحتلال في تهويد القدس وحرق المساجد على يد المستوطنين ومواصلة الحصار على قطاع غزة واستمرار الغارات الجوية والقصف المدفعي والاغتيالات استكمالا للحرب العدوانية ضد القطاع قبل 3 سنوات وتدمير بنيته التحتية. وقال ان القدسالشرقية تتعرض لعملية تصفية عرقية من ممارسات واعتداءات وهدم للمباني، فيما تواصل قوات الاحتلال حملاتها في مدن الضفة وتواصل الاعتقالات، وتسمح للمستوطنين بالاعتداء على المواطنين العزل واستهداف مساجدهم ومنازلهم واراضيهم، ويتواصل الحصار المشدد على قطاع غزة والذي يشكل عقوبة جماعية كما تتواصل الغارات والحرب على قطاع غزة. وقال ان اسرائيل تحتجز 6 آلاف اسير فلسطيني، بينهم 21 نائباً من الكتل البرلمانية المختلفة اعلنوا قبل ايام اضرابهم بسبب سوء اوضاعهم الصحية والاعتقالية، و«نريدهم احراراً كما تريد عائلة شاليت ابنها ان يتحرر». وختم «ان ساعة الربيع الفلسطيني دقت، وان جوهر الربيع الفلسطيني هو الخلاص من الاحتلال ونيل الاستقرار والسلام. وان بشائر ربيعنا تجلّت حين نزل مئات الآلاف في الوطن والشتات يعبرون بصوت واحد عن اراداتهم بأن تكون فلسطين الدولة 194 في الاممالمتحدة». وتابع: «حافظت هذه الحملة على السلم والهدوء لاننا نرفض الارهاب، لن نذهب الى التطرف وسنخيّب آمالهم في الذهاب الى التطرف، لاننا نريد انهاء الاحتلال ونحن شعب أعزل في مواجهة الرصاص الاسرائيلي». وأضاف: «نجحنا في التوقيع على وثيقة المصالحة التي دعت الى تشكيل حكومة وطنية مستقلة تحضر لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية، وهو انجاز ايجابي يصب في صالح عملية السلام وليس العكس، فضلا عن انه ضرورة وطنية».