كسر عدد من المثقفين الكويتيين الحواجز بينهم وبين وزير الإعلام، رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الكويتي محمد العبدالله المبارك، وخاضوا في كل القضايا التي لها علاقة بهم، وما يعانونه كأدباء وكتاب وفنانين وإعلاميين. ورفض الوزير أن يتعامل معه المثقفون برسمية، مطالباً بهدم الحواجز، ليبقى الحديث عفوياً من دون تعقيد، في اللقاء المفتوح الذي نظمه الملتقى الثقافي، الذي دشنه الروائي طالب الرفاعي أخيراً. وقال الوزير، الذي التقى المثقفين الكويتيين للمرة الاولى مباشرة، إن أي مجتمع لديه تعددية ثقافية قوي... فالفكر الأحادي لا يبني مجتمعاً مستمراً، وباختصار فالقوة تكمن في التعددية الفكرية والثقافية، مؤكداً أن الذي يدافع عن المشروع الثقافي"هو مستوى المشروع نفسه والقائمين عليه". وشدد على أهمية الإبداع والأدب في حياة أي مجتمع. في بداية اللقاء لفت طالب الرفاعي إلى حضور ممثلين عن ملتقيات ومنتديات ثقافية خاصة في الكويت، وأكد أن الأسئلة التي ستطرح على الوزير"هي من القلب لتصل إلى القلب". ثم ركز على أمور أساسية، منها عدم وجود مقر مناسب لرابطة الأدباء، ضرورة التفكير في عقد مؤتمر وطني لدعم القراءة والكتابة لدى الجيل الجديد، معالجة انحسار الكتاب، وأهمية أن يكون هناك برنامج ثقافي أسبوعي في تلفزيون الكويت، يعكس الصورة الثقافية الحقيقية للبلد. وردَّ الوزير أن لا مانع لديه من تشييد بناء جديد للرابطة بعد تقديمهم طلباً بذلك، وفي ما يخص المؤتمر الوطني قال إنّ لا بد من أن يأتي من المثقفين والجهات الأهلية، مبدياً حماسة أن يكون هناك برنامج ثقافي بشرط وجود استعداد جيد له. وتطرق المثقفون مع الوزير إلى شؤون مهمة، منها ضرورة الاستعانة بخبرات استشارية لرصد الواقع الثقافي ووضع الحلول للتطوير، وكذلك إدراج سير الكتاب الكويتيين الكبار في مناهج التعليم، وأن يكون للثقافة استراتيجية مستقلة عن التجاذبات السياسية، وتكريس مفاهيم الحوار، والمزيد من التفاعل مع الخبرات الثقافية للمقيمين وللجاليات المختلفة في الكويت، وتطوير المجلات التابعة للوزارة، ومنها مجلة"العربي"التي اعتبرها الوزير نفسه"أهم سفير"للكويت إلى العالم. وأوضح الوزير أن مراجعة المشاريع الثقافية والفنية والإنشائية في الكويت، كانت المحور الأهم في الاجتماع الذي شهده المجلس الوطني للثقافة قبل أيام، مؤكداً أن قضايا المسرح والكتاب والفنون التشكيلية والإبداع تأخذ حيزاً كبيراً من اهتمام المجلس. وتحدث عن الخطط الطموحة التي يرغب في أن ترى النور قريباً. وكشف عن طلب رسمي من الديوان الأميري لإنشاء 7 مراكز ثقافية. وفي شأن رقابة الكتب، أوضح أنه سيطبق القانون المنصوص عليه، مطالباً بعدم محاسبته على ما سبق مجيئه للوزارة. وفي اللقاء الذي تميز بالشفافية وتبادل الآراء، عبَّر العبدالله عن ميله إلى تقليص الدور التوعوي للدولة، فهو يؤمن بعمل الأفراد والمؤسسات في مبادرات بناء قضايا الثقافة والفن، ويرى أن هذا الأمر يعطي دفعاً للإبداع، كما يحدث في بريطانيا. وبخصوص تبعية المجلس الوطني للثقافة لوزارة الإعلام أوضح الوزير أن الكويت"تحكمها شروط اللعبة، التي يمثلها الدستور، وبحسب الدستور كل مؤسسة حكومية لا بد لها أن تتبع الوزارة لتكون مسؤولة عنها فنياً وسياسياً". يذكر أن الملتقى الثقافي، الذي دشنه طالب الرفاعي قبل مدة، استضاف شخصيات ثقافية كويتية وعربية مهمة، وفي أجندته مواصلة هذا النشاط، وفق خطة مدروسة.