بدأت موسكووبكين للمرة الأولى أمس، مناورات بحرية مشتركة في البحر الأصفر قرب السواحل الصينية، تعكس دفء العلاقات بين البلدين، وتتزامن مع توتر بين بكين وجيرانها الآسيويين، بسبب نزاع على أراضٍ. وأوردت وسائل إعلام صينية أن نائبي قائدي البحرية الروسية والصينية افتتحا المناورات التي ستستغرق ستة أيام، وتُنظم قبالة سواحل مدينة كينغداو في إقليم شاندونغ شمال شرقي الصين، وحيث يتمركز أسطول الشمال الصيني. واشارت الى أن المناورات التي تشارك فيها غواصتان و16 سفينة من الصين، بينها مدمرات وسفن للرعاية الطبية، و4 سفن حربية روسية، تشمل تدريبات للدفاع الجوي وعمليات تكتيكية للتصدي لغواصات وعمليات بحث وإنقاذ، اضافة الى عمليات لإحباط هجمات إلكترونية، وتمارين لإنقاذ سفن مختطفة والتصدي لعمليات إرهابية. وقال ناطق باسم الخارجية الصينية إن"التدريبات المقررة منذ فترة بعيدة بين الصين وروسيا، هدفها الحفاظ على السلام والاستقرار الإقليميين". أما الجنرال الصيني المتقاعد ين جو فاعتبر أن المناورات تعكس درجة مرتفعة من الثقة بين البلدين، قائلاً:"إن ذلك تبادل ممتاز بالنسبة الى الصين، اذ تشارك في تدريبات مشتركة في مناطق حساسة". وينظّم الجيشان الروسي والصيني غالباً تدريبات مشتركة، على رغم خلافات بين الدولتين في شأن نسخ بكين تكنولوجيا عسكرية روسية، مثل مقاتلات من طراز"سوخوي". وكانت الصين تعتمد على الصناعات العسكرية السوفياتية، لكنها باتت أقل اعتماداً على التكنولوجيا الروسية، بعد تحقيقها تقدماً في الصناعات المحلية. وخاض الاتحاد السوفياتي والصين صراعاً خلال حقبة الحرب الباردة، على زعامة المعسكر الشيوعي، لكن مُذاك وجدت موسكووبكين قواعد مشتركة في محاربة الاتجاهات الديموقراطية في آسيا وأوروبا الشرقية، كما صوّتتا غالباً ضد مبادرات غربية، في مجلس الأمن. وتأتي هذه المناورات في وقت ترفع الصين إنفاقها العسكري، وتؤكد سيادتها على جزر في بحرَي الصين الجنوبي والشرقي، في مواجهة اليابان والفيليبين وفيتنام.