تعليقاً على"يوميات"محمد علي فرحات"الوجدان عندنا سلعة سياسية"الحياة 7/4/2012 مصر الواقعية ومصر المتخيَّلة، العفن السياسي، كالتردي الاجتماعي عتيق، اعتنقه واحتضنه ربيع الدكتاتورية العسكرية فطفح حتى خرف خريفه، فلا تكفي 18 يوماً ثورة لتطهيره. دنياه في أم الدنيا كانت ظلاماً دامساً او دخاناً اسود يلفنا لا نرى ولا نسمع خلاله بعضنا، شُجب الإعلام الحر عنا، ولم تعبر عنه سوى طبقة الفنانين في أفلامها ومسرحياتها النادرة. الأحزاب هُجرت، تهشمت، تشردت، ولم يبق منها سوى ديكورات ديموقراطية في برلمانات الدكتاتورية العسكرية، رغم أنها احتلال وطني عوض الأجنبي. كون المعاش في مصر يكفي في أفضل الأحوال لمدة أسبوع، تبقى باقي أسابيع الشهر تسدد إما من حضيض الضمير، او يهلك في الكد شرفاء العمال والفلاحين. ذلك قاموس أمور برمجت حتمية الثورة. او بكلمات محمد علي فرحات"هيمنة لاهوت السوق والكهنوت المسيّس عليه". اقتبس على أيام الثورة الصاعدة من مقالي"ميدان التحرير ثورة عربية ضد الاستعمار والرجعية": جميل جدا ومناسب تعنت الدكتاتور حسني مبارك، لأن هذا التعنت يعطي لشباب مصر الثائر فرصة تكوين تنظيمات سياسية ثورية متحضرة تطالب بالحرية والديموقراطية وصيانة كرامة المواطن. الدكتور لطيف الوكيل