دشنت حركة"طالبان"الافغانية عملياتها المعتادة في موسم الربيع بسلسلة هجمات دموية في العاصمة كابول وولايات أخرى. واستهدفت الهجمات في العاصمة الافغانية الحي الديبلوماسي مقار السفارات ومقر البرلمان ومباني أخرى حكومية. راجع ص 8 وافادت مصادر الداخلية الأفغانية ان أكثر من 30انتحارياً من الحركة تمكنوا من التسلل الى كابول، حيث أعلنت السلطات حال الاستنفار القصوى وبدأت عمليات تمشيط لاعتقال المسلحين قبل وصولهم الى اهدافهم. وفي وقت اعلنت"طالبان"انها استهدفت قصر الرئيس حميد كارزاي وتعهدت التصعيد ضد قوات التحالف والاهداف الحكومية والغربية، اتهمت كابول"شبكة حقاني"التي تتخذ من باكستان مقراً لها، بالتورط بالهجمات. وكشف الناطق باسم وزارة الداخلية الأفغانية صديق صديقي معلومات استخباراتية أولية تشير الى ضلوع"شبكة حقاني"، المتحالفة مع"طالبان"وتنظيم"القاعدة"، في الهجمات التي لم تتمكن القوات الأفغانية و"الأطلسية"من حسمها في وسط كابول، حتى ساعة متقدمة امس. تزامن ذلك مع اعلان وزارة الداخلية سقوط مئة مقاتل بين قتيل وجريح واسير خلال يوم واحد من عمليات مشتركة شنتها قوات الأمن الأفغانية و"الأطلسية"في أنحاء أفغانستان السبت. وقال الناطق باسم حركة"طالبان"ذبيح الله مجاهد لوكالة"رويترز"ان هجمات أمس تأتي رداً على حرق مصاحف في قاعدة تابعة للحلف الاطلسي شمال كابول ومقتل 17 مدنياً أفغانياً برصاص جندي أميركي، كما تأتي رداً على بث شريط مصور ظهر فيه جنود من مشاة البحرية الأميركية المارينز يبولون على جثث مقاتلين من"طالبان". ونفَذت ثلاث من هجمات"طالبان"الست، في كابول التي عاشت يوماً متوتراً، بدأ باقتحام مسلحين مبنى قيد الإنشاء مجاوراً لفندق"كابول ستار"يطل على قصر الرئاسة والسفارة الأميركية وقاعدة للقوات الأميركية وعدد من السفارات الغربية في المدينة، حيث اعلنِت حال إنذار في السفارات الأميركية والفرنسية والبريطانية التي سارع موظفوها إلى الملاجئ. ولم تتمكن الشرطة واجهزة الانقاذ الأفغانية فوراً من تحديد عدد القتلى والجرحى، في الاشتباكات. وفي هجوم آخر، حاول مسلحون من"طالبان"اقتحام مبنى البرلمان الأفغاني، لكن نائب مدير شرطة كابول الجنرال محمد أيوب سالانغي، قال إن اشتباكات دارت مع المهاجمين. وقتلت الشرطة أحد الانتحاريين، فيما لجأ مسلحون إلى مبانٍ مجاورة للبرلمان ما اضطر القوات الامنية الى تمشيطها بعد استدعاء تعزيزات وتطويق المكان. واشار مدير شرطة كابول الى أن مسلحي"طالبان"احتلوا العديد من المباني العالية في أنحاء العاصمة، خصوصاً في الحي الديبلوماسي وحي وزير أكبر خان والضاحية الغربية حيث مقر عبد رب الرسول سياف وجامعة كابول وعدد من قيادات"تحالف الشمال"المناوئ للحركة، إضافة الى احتلال مسلحي"طالبان"عددا من المباني في الضاحية الجنوبية للعاصمة حيث السفارة الروسية وسفارات أخرى أجنبية. في الوقت ذاته، هاجم انتحاريون من الحركة مطار جلال آباد شرق أفغانستان وإصابوا العديد من عناصر الأمن داخله، فيما احتل مسلحون آخرون من"طالبان"مقار حكومية في ولاية لوغر جنوبكابول. وبين المباني التي سيطروا عليها في لوغر مقر حاكم الولاية ومقر قيادة الشرطة وقاعدة أميركية ومركز تدريب عسكري. وأفادت معلومات أولية بأن 4 رجال أمن، بينهم قائد في الشرطة، قتلوا بانفجار عبوة في ولاية كابيسا شرق أفغانستان، فيما قتل جندي تابع للقوة الدولية للمساعدة في احلال الامن في أفغانستان إيساف بانفجار آخر شرق البلاد. وأعلنت الحكومة مقتل انتحاريَين اثنين على الاقل في كابول.