عقد وزراء الخارجية العرب اجتماعاً في بغداد لإعداد جدول أعمال القمة التي تعقد اليوم، على ما أعلن وزير الخارجية هوشيار زيباري الذي تسلم امس من نظيره الليبي عاشور بن خيال رئاسة الاجتماع. وفي بداية الاجتماع قال بن خيال إن"ليبيا لم تتمكن خلال رئاستها الجامعة العربية من تحقيق أي إنجاز يذكر، بسبب سياسات النظام السابق العبثية وعرقلته أي مسعى جاد لتعزيز التضامن العربي". وأضاف أن"الدورة السابقة للقمة العربية شهدت أحداثاً كثيرة كان لليبيا نصيب منها من خلال إسقاط النظام". وتحدث عن الربيع العربي وما حققه من تطلعات لبعض الشعوب"في تونس واليمن وليبيا"إلا أننا نعيش معاناة شعبنا في سورية". ورأى أن"المجتمع الدولي يتجاهل تلك المعاناة بحجة أن النظام السوري يحارب جماعات الإرهاب، إلا أن ما نراه هو إبادة وقمع لشعب سورية"، مشدداً على أن"الوضع يحتاج مزيداً من العمل من اجل الضغط على المجتمع الدولي لوقف معاناة الشعب السوري وتحقيق تطلعاته في الحرية". وتطرق بن خيال إلى القضية الفلسطينية، لافتاً إلى أن"الجهود التي بذلتها القيادة الفلسطينية في استعادة الحقوق اصطدمت بتعنت إسرائيل". وأضاف"إننا نشيد بالمساعي النبيلة لتوحيد كلمة الفلسطينيين التي ستؤدي إلى الوصول إلى أهدافهم المنشودة". وأعرب عن شكره"للدول التي تساند القضية الفلسطينية وكذلك لمنظمة اليونسكو لقبولها عضوية فلسطين". ودعا باقي المنظمات الدولية إلى أن"تحذو حذوها". وفي الشان الصومالي قال خيال"إن الصومال يعاني اضطرابات كبيرة منذ نحو عقدين بالرغم من المحاولات الكثيرة لإنهاء تلك الاضطرابات وتهدئة الأوضاع"، داعياً إلى"العمل لإقناع الأطراف الصومالية بإنهاء نزاعاتها ونبذ خلافاتها". وقال زيباري بعد تسلمه رئاسة اجتماع وزراء الخارجية إن"انعقاد القمة يؤكد عودة العراق إلى دوره الفعال في الجامعة العربية". ودعا إلى" تعزيز الالتزام بالتعاون المشترك بين الدول العربية واحترام سيادة الدول وبناء قدراتها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وتعزيز العلاقات العربية والحفاظ على المصالح المشتركة لمواجهة تحديات المرحلة الحالية، وبقدر تعلق الأمر بالعراق فإن قمة بغداد قمة كل العرب ويشرفها الحفاظ عليها وتؤكد حرصها على توطين علاقاتها مع أشقائها العرب". وأضاف إن"انعقاد القمة في بغداد مؤشر إلى عودة العراق إلى محيطة الإقليمي وممارسة دوره الريادي في إأدارة الملفات العربية بعد سنوات طويلة من العزلة بسبب نهج النظام السابق الذي أبعد العراق عن مكانه بسبب توجهاته العدوانية". وقال زيباري إن"الظروف التي تمر بها المنطقة حالياً تدفعنا إلى تبني برنامج شامل للإصلاح السياسي، كما أوجه تحية إكبار وإجلال إلى الشعوب التي تحررت من أنظمتها الدكتاتورية". وتابع أن" العراق، على رغم كل ما يواجهه من تحديات على الصعيد الداخلي والخارجي، يضع تجربته الانتقالية أمام الأشقاء العرب لمعرفة الأخطاء التي واجهت تغيير العملية السياسية للاستفادة منها". وفي الشان السوري قال"إننا نجدد تأكيدنا دعم الحل السياسي والوطني في سورية ونرفض أي تدخل اجنبي لحلها كما نؤكد دعمنا والتزامنا جهود الأممالمتحدة في حل الأزمة السورية". وزاد:"أننا ندين بشدة الانتهاكات الإسرائيلية في فلسطين ونطالب بوضع حد للانقسام الداخلي الفلسطيني، وندعو الأممالمتحدة إلى سحب القوات الإسرائيلية من الأراضي الفلسطينية". وشدد على"ضرورة العمل العربي المشترك في القضاء على الإرهاب واستئصاله من منابعه". وطالب"بإخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل وإلزام إسرائيل منع انتشار الأسلحة النووية". إلى ذلك، اعلن الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي ابرز البنود التي يتضمنها جدول أعمال القمة الذي سيعقد اليوم في بغداد. وقال:"في البداية نجدد للعراق حكومة وشعباً التحية والتقدير على الحفاوة الأخوية التي حظينا بها منذ وصولنا إلى بغداد، ونهنئ وزير الخارجية هوشيار زيباري برئاسة اجتماعات وزراء خارجية العرب لهذه الدورة كما نشيد بجهود كادره الوزاري في مساعيه لإنجاح القمة". وأضاف:"جرت العادة في القمم العربية أن يستعرض الأمين العام للجامعة العربية جدول أعمال القمة قبل يوم من انعقادها في اجتماع وزراء خارجية الذي نحن فيه اليوم والذي نعلن انه سيتناول سبعة محاور وأي اقتراح للدول الأعضاء". وأوضح أن"المحاور السبعة المعدة للمناقشة في قمة بغداد هي قراءة تقرير الأمين العام للجامعة العربية الذي يوضح فيها أعمالها للأعوام المقبلة وما أنجزته في المرحلة الماضية ومناقشة القضية الفلسطينية والصراع العربي - الإسرائيلي ودراسة القضية السورية واليمنية والصومال وسبل جعل المنطقة العربية خالية من أسلحة الدمار الشامل وجهود مكافحة الإرهاب الدولي ومناقشة مشروع النظام السياسي للبرلمان العربي". وبعدها حضر رئيس الوزراء نوري المالكي إلى قاعة الاجتماع وألقى كلمة حذر فيها الدول العربية من أن يضرب الإرهاب بلدانها في حال عدم تعزيز التعاون بينها في مكافحته. وقال إن"الإرهاب الذي استهدف العراق طوال السنوات الماضية لن تكون منه الدول العربية في منأى من هجماته ضد بلدانها وشعوبها لاسيما تلك الدول التي تعاني من هشاشة في وضعها الأمني. لذلك ندعو إلى ضرورة تعزيز وتفعيل التعاون الأمني العربي في محاربة الإرهاب ومكافحته وتجفيف منابعه من خلال تشكيل منظومات عربية تعنى بمكافحة الإرهاب والقضاء عليه من اجل تخليص العالم من هذه الآفة التي لا دين لها ولا قومية ولا مذهب". وأضاف أننا"نلمس في شكل واضح عدم رضى الشعوب العربية على حكوماتها في ظل التحديات الأمنية والمخاطر الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها بلدانهم، لذا لا بد من الانفتاح على دول العالم والاستفادة من تجاربها في معالجة مشاكل بلداننا بالشكل الذي يحقق طموحات وتطلعات شعوبنا العربية". وتابع:"علينا أن لا نتردد أبداً في مواجهة أخطائنا بمراجعة القرارات العربية السابقة حول بعض المشاكل والهموم المشتركة لأن المهم هو تصحيحها لا الاستمرار عليها. وإننا اليوم نأمل، وفي ظل المتغيرات التي شهدتها وتشهدها بعض الدول العربية، بأن يحقق هذا الاجتماع والقمة العربية تغييراً في معالجة المشاكل والأزمات كما نؤكد ضرورة تطوير عمل الجامعة العربية ومؤسساتها بما يناسب التغييرات التي شهدتها بعض الدول".