استمرت الاشتباكات بين ميليشيات متناحرة في جنوب ليبيا أمس لليوم الثالث على التوالي، ما رفع عدد القتلى الى اكثر من 30 قتيلاً واصابت عشرات اخرين، كما يبرز استمرار المعارك التحديات التي تواجه الحكومة الليبية لبسط سلطتها على البلاد. وقال الطبيب في مدينة سبها إبراهيم مصباح ان القتال بين مسلحين في المدينة ومقاتلين من قبيلة التبو وصل إلى وسط سبها، وهي رابع أكبر مدينة ليبية. وأضاف أن خمسة قتلوا الثلثاء وأصيب 30، وذلك بعد مقتل 20 شخصاً في الاشتباكات حتى الإثنين. وقال مصباح إن طاقم العمل في المستشفى يعمل من دون توقف منذ مساء الإثنين فيما يستمر توافد المصابين. ونشب القتال يوم الأحد بين مسلحين من سبها ومسلحين من قبيلة التبو بعد مقتل رجل من سبها في نزاع حول سيارة. وقال مقاتل من سبها يدعى عويدات الحفناوي إن المقاتلين تبادلوا إطلاق النار، ثم انتقلت الاشتباكات إلى وسط المدينة بعدما تركزت في أول الأمر حول المطار. وأضاف الحفناوي أن هناك قناصة من التبو في وسط سبها وأن عدد المصابين في ازدياد. وقال عمر الخضراوي نائب وزير الداخلية للتلفزيون الليبي أول من أمس إن قائد الجيش سيرسل فريقاً من مسؤولي الدفاع إلى سبها. واضاف أن القوات الحكومية وصلت إلى سبها وأنها تشتبك مع مقاتلي التبو في المدينة. وجاءت الاشتباكات في وقت يكافح فيه المجلس الوطني الانتقالي الحاكم لبسط سلطته في ارجاء ليبيا حيث تتصارع ميليشيات وجماعات قبلية متناحرة على السلطة والموارد في اعقاب سقوط الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي العام الماضي. ويواجه المجلس الوطني عراقيل بسبب عدم وجود جيش وطني متماسك ويواجه صعوبة في اقناع الميليشات التي حاربت القذافي بإلقاء اسلحتها والانضمام إلى القوات المسلحة والشرطة. ووصف موسى الكوني، وهو ممثل لقبيلة التبو في المجلس الوطني الانتقالي الليبي عبر الهاتف من تونس، الاشتباكات بأنها"تصعيد مؤسف لنزاع داخلي"بعدما حاول مقاتلون من التبو سرقة سيارة من عضو في ميليشيا سبها. وأضاف أنه يجري تشكيل لجنة مصالحة للمساعدة في وقف العنف. وقتل عشرات الاشخاص الشهر الماضي في اشتباكات استمرت اياماً بين قبائل متناحرة في منطقة الكفرة في جنوب شرقي ليبيا. واضطرت القوات المسلحة الليبية إلى التدخل في نهاية الامر لوقف القتال في مثال نادر على فرض الحكومة في طرابلس لسلطتها. وتعيش جماعة التبو العرقية اساساً في تشاد لكنها تسكن ايضاً مناطق من جنوب ليبيا.