ارتفع عدد الشهداء جراء الغارات والقصف الإسرائيلي المتواصل على غزة إلى 15 شهيداً، فيما أصيب أكثر من 20 آخرين بجروح متفاوته، فيما ردت الأجنحة العسكرية التابعة لعدد من الفصائل بإطلاق عشرات الصواريخ على مدن إسرائيلية أصاب بعضها مدينتي أسدود وبئر السبع على بعد نحو 40 كيلومتراً من القطاع من دون خسائر. وشيع آلاف الفلسطينيين تسعة شهداء إلى مثواهم الأخير في مقبرة الشهداء شرق مدينة غزة، فيما أطلقت قوات الاحتلال النار على المشيعين فأصابت أربعة منهم بجروح. وكانت المواجهات الجديدة اندلعت في أعقاب اغتيال إسرائيل الأمين العام ل"لجان المقاومة الشعبية"زهير القيسي المُكنى"أبو إبراهيم"والقيادي في اللجان محمود حنني عصر أول من أمس. وشنت طائرات الاحتلال أكثر من 18 غارة خلال الساعات التي تلت اغتيال القيسي وحنني، معظمها استهدف ناشطي حركة"الجهاد الإسلامي"، الذين سقط منهم عشرة حتى مساء أمس، فيما يستمر التوتر الشديد في القطاع بعد إعلان إسرائيل نيتها مواصلة استهداف النشطاء الفلسطينيين. وحملت حركة"حماس"سلطات الاحتلال"المسؤولية عن التصعيد"، مؤكدة حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه. ودعت الحركة في بيان مجلس الشعب المصري والأحزاب والقوى الشعبية والشبابية في مصر إلى"التحرك العاجل لإنهاء معاناة غزة التي اجتمع عليها ظلام العدوان وظلام الحصار"، معتبرة أن"مجلس الشعب المصري ومصر الثورة أمام مسؤولية تاريخية لأنه من غير المناسب أن تُسَلم غزة للاحتلال يغرقها في الظلام والدماء في ظل استمرار حال الصمت غير المبرر". ودخلت القاهرة على الخط، وبذلت جهوداً كبيرة لوقف التصعيد الإسرائيلي، وتثبيت التهدئة الهشة القائمة من أكثر من ثلاث سنوات غداة انتهاء الحرب العدوانية على القطاع. وقال السفير المصري لدى السلطة الفلسطينية ياسر عثمان إن"مصر تبذل حالياً جهوداً متواصلة لوقف التصعيد الإسرائيلي ضد قطاع غزة واحتواء الوضع تمهيداً لتثبيت التهدئة". وأضاف في تصريح نشرته"وكالة أنباء الشرق الأوسط"الرسمية أمس أن"الجهود المصرية تأتي من منطلق مسؤوليتها لوقف نزيف الدم الفلسطيني والاستقرار في المنطقة". إلا أن طائرات الاحتلال ومدافعه واصلت أمس اغتيال الناشطين وقصف المنشآت والأراضي الزراعية. واعتبرت"سرايا القدس"، الذراع العسكرية لحركة"الجهاد الإسلامي"، أن استخدامها للمرة الثانية منذ تشرين الأول أكتوبر الماضي، راجمة صواريخ محمولة على سيارة رباعية الدفع"يُثبت قدرة المقاومة على العمل تحت أي ظروف، وإيصال رسائلها وصواريخها إلى قلب العمق الإسرائيلي". وقال الناطق باسم السرايا"أبو أحمد"إن"استخدامنا الراجمة، على رغم التحليق المكثف لطائرات التجسس الصهيونية، يؤكد عزم مجاهدينا على إيلام العدو، وقدرتهم على استخدام الوسيلة التي يرونها مناسبة لذلك بحسب ما تسنح الظروف في الميدان". وأضاف"أبو أحمد"أن السرايا"لديها بعض الأوراق القوية والنوعية ستستخدمها في الزمان والمكان المناسبين، وبحسب طبيعة المرحلة والظروف المحيطة بها"، رافضاً الكشف عن طبيعة هذه الأوراق. ووصف"العدوان الصهيوني"على قطاع غزة بأنه"كبير جداً"، متوقعاً أن تتجه الأمور نحو مزيد من التصعيد. واستدل على ذلك ب"تصريحات الاحتلال والعدوان الذي يمارس على الأرض والذي أدى استشهاد 12 مواطناً في أقل من 24 ساعة"قبل أن يسقط ثلاثة عند ظهر أمس. وأشار إلى أن"التصعيد المفاجئ استهدف عناصر سرايا القدس وهم في أماكن عامة وليسوا في أماكن المقاومة"، مرجحاً أن"الاحتلال يسعى إلى جر المنطقة إلى تصعيد". وتوعد بأن"المقاومة ستلقن الاحتلال درساً قاسياً ولن تقف مكتوفة الأيدي". إلى ذلك، أعلنت أجنحة عسكرية بينها"سرايا القدس"و"ألوية الناصر صلاح الدين"، الذراع العسكرية ل"لجان المقاومة الشعبية"، مسؤوليتها عن إطلاق نحو 100 صاروخ وقذيفة هاون على أكثر من 10 مدن وبلدات إسرائيلية رداً على العدوان، أكثر من نصفها أطلقتها السرايا. وذكرت صحيفة"يديعوت أحرونوت"العبرية أن مدن جنوب إسرائيل أصبحت بالكامل في مرمى الصواريخ الفلسطينية، بعدما أطلقت الفصائل الفلسطينية صباح أمس رشقتين من الصواريخ في اتجاه مدن الجنوب الكبيرة مثل بئر السبع واسدود، كما دوت صفارات الإنذار في مدينة أوفوكيم أيضاً. وأضافت الصحيفة أن إطلاق الصواريخ تواصل طوال الليلة الماضية وتوقف قليلاً منذ الثالثة فجراً وحتى السادسة ثم تجدد، مشيرة إلى أن"منظومة القبة الحديد"نجحت في إسقاط صاروخين أطلقا تجاه مدينة اسدود، بينما دوت صفارات الإنذار أيضاً في بئر السبع ومدينة جان يبنا، ولم يبلغ عن وقوع مصابين أو أضرار. وفى أعقاب إطلاق الصواريخ المكثف على مناطق محيط غزة، نشرت قيادة الجبهة الداخلية قائمة توجيهات للسكان الذين يبعدون حتى 40 كيلومتراً عن قطاع غزة. ووفقاً لهذه التعليمات"يمنع التجمع لأكثر من 500 شخص في المناطق المفتوحة والمغلقة وإلغاء الفعاليات مثل المناسبات والمسرحيات وكرة القدم والاجتماعات، والتوجه إلى المناطق المحمية عند سماع صفارات الإنذار والبقاء فيها". كما أُلغيت جميع المهرجانات والاحتفالات ب"عيد المساخر"اليهودي في التجمعات السكنية المحيطة بالقطاع. ودانت الرئاسة الفلسطينية التصعيد الإسرائيلي في غزة. وقال الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة في بيان رسمي إن"هذا التصعيد الإسرائيلي يخلق مناخاً سلبياً، ويوتر الأجواء مما يؤدي إلى تصاعد دوامة العنف في المنطقة". وحمل الحكومة الإسرائيلية المسؤولية عن تداعيات هذه الاعتداءات. وعبر الاتحاد الأوروبي أمس عن قلقه بعد موجة العنف الجديدة في غزة ودعا الأطراف كافة إلى"تجنب استمرار التصعيد"و"إعادة الهدوء". وقالت وزيرة خارجية الاتحاد كاثرين اشتون إن"الاتحاد الأوروبي يتابع بقلق التصعيد الأخير للعنف في غزةوجنوب إسرائيل". وأعربت عن"أسفها للخسائر في الأرواح"، مؤكدة أن"من الضروري تجنب استمرار التصعيد وأناشد الأطراف كافة إعادة الهدوء".