تتوقع مصادر في طهران ان تكون الانتخابات الاشتراعية المقررة في 2 آذار مارس المقبل، مثيرة وحساسة، لجهة فرز قيادات وتيارات جديدة من داخل التيار الأصولي المحافظ، وتأثير نتائج الاقتراع في انتخابات الرئاسة المقررة العام 2013. والتوقعات لا تشير ال? أن أجواء الانتخابات تتناسب مع المناخ الجليدي الذي تعانيه مناطق ايرانية، بل تلفت المصادر الى جهود كثيفة لوضع اللمسات الأخيرة عل? اللوائح التي تستعد لدخول الحلبة الانتخابية، بعد أن يعلن مجلس صيانة الدستور أسماء المرشحين رسمياً بعد غد. واستناداً الى الجناحين الرئيسين في ايران، من الطبيعي رؤية خلية النحل في تيار المحافظين، باتجاهاتهم المختلفة، لترتيب وضعهم الانتخابي، في مقابل الاصلاحيين الذين يعيشون سكوناً، اذ حوّلتهم التطورات مراقبين للأحداث، بعدما كانوا قادة لها. ولا يختلف اثنان في ايران، عل? ان سياسة الرئيس محمود أحمدي نجاد أوجدت اصطفافات جديدة داخل التيار الأصولي المحافظ، بحيث أثّرت أيضاً في اللوائح الانتخابية التي حاول الأصوليون توحيدها، لكنها أصبحت ستة قوائم، تدّعي كلّ منها"وصلاً بليل?". فاللائحة التي يرعاها أمين"جماعة العلماء المناضلين"محمد رضا مهدوي كني، أفرزت"الجبهة المتحدة للأصوليين"، فيما شكّل المستبعدون من حكومة نجاد،"جبهة الاستقامة"بإشراف ورعاية رجل الدين المتشدد محمد تقي مصباح يزدي. أما المقربون من سكرتير مجلس تشخيص مصلحة النظام محسن رضائي، فسيدخلون الانتخابات في"لائحة الصمود"، فيما أعلن معارضو نجاد لائحة"منتقدي الحكومة العاشرة"برئاسة النائب المحافظ البارز علي مطهري، والتي تلق? دعماً غير واضح حتى الآن من رئيس مجلس الشورى البرلمان علي لاريجاني. اما الآخرون فتجمّعوا في لائحة"تجمّع الكفاءات"بزعامة شهاب الدين صدر، نائب رئيس البرلمان. وتشير المصادر ال? ان أنصار نجاد الذين يدعمون الحكومة، بما فيها وما عليها، يسعون ال? تشكيل لائحة"حماة خطاب الثورة الاسلامية"، ما يعني أن الجهود التي بذلتها أوساط أصولية محافظة خلال الشهور الماضية، لم تنجح في توحيد التيارات المحافظة، إذ أفادت معلومات بأن بيانات مجهولة المصدر وُزعت في مدينة قم، هاجمت لاريجاني الذي يُعتبر المرشح الرئيس للأصوليين في المدينة، ربما عل? خلفية معارضته لنجاد. يبق? الإصلاحيون المتهمون بالاصطياد في ماء الأصوليين العكر، اذ يقاطعون الانتخابات، ولو قال أحد قادتهم، محمد رضا خاتمي:"التيار الإصلاحي لم يقاطع الانتخابات، لكنه لن يشارك فيها". وأعلن النواب الإصلاحيون في البرلمان تشكيل"اللائحة الديموقراطية"، لكن محمد رضا خاتمي نف? أن تكون هذه القائمة، بمثابة مشاركة للإصلاحيين في الاقتراع، أو أن تعكس وجهة نظر التيار الإصلاحي"الذي يُعرف بشخصياته وأدبياته الواضحة". لكن مصادر الأصوليين تشكك في حقيقة موقف الإصلاحيين"الذين يريدون أداء لعبة انتخابية خطرة، ينالون فيها مزيداً من المقاعد". وتظهر استطلاعات للرأي نُظمت في طهران، أن المترددين في الاقتراع، وغالبتهم من أنصار الإصلاحيين، سينتخبون لائحة علي مطهري التي توقعت المصادر فوزها في العاصمة.