أدت الجهود لإنهاء أزمة عدم توقيع وزير العمل اللبناني شربل نحاس على مرسوم بدلات النقل للعمال والمستخدمين الذي كان أقره مجلس الوزراء، والتي كانت أحد أسباب تعليق رئيس الحكومة نجيب ميقاتي جلسات الحكومة، الى استقالة نحاس أمس بعدما امتنع عن السير بالتسوية التي توصل إليها رئيس"تكتل التغيير والإصلاح"النيابي النائب ميشال عون مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري والقاضية بتوقيع نحاس على مرسوم بدلات النقل مقابل العمل على مناقشة إصدار قانون في الجلسة النيابية التي تُعقد اليوم لتشريع هذه البدلات بعدما كانت حجة وزير العمل أن فصلها عن أساس الراتب واعتبارها موقتة، غير قانوني. وأعلن عون الذي كان التزم هذا الحل في لقاء مع بري الجمعة الماضي أن نحاس لم يوقع المرسوم، بل أرسله الى مجلس شورى الدولة ووقع على رسالة طعن به. وأضاف:"لا أحد يمكنه أن يجمد قرارنا مع اعترافنا بكفاءة نحاس، ولا أحد فوق الإرادة التي يمثلها التكتل مجتمعاً". راجع ص 7 وعلمت"الحياة"أن نحاس اجتمع ليل أول من أمس مع عون وأبلغه بنية الطعن بالمرسوم، فيما أصر الأخير على توقيعه المرسوم مقابل السعي في الجلسة النيابية الى إصدار اقتراح قانون يأخذ في الاعتبار ملاحظاته القانونية. وأعقبت ذلك مداولات بين عدد من أعضاء التكتل مع الوزير نحاس الوزير جبران باسيل والنائبين ألان عون وإبراهيم كنعان استمرت حتى الثالثة فجراً من دون أن يفلحوا في إقناعه بتعديل موقفه، فسلّم استقالته من الحكومة للعماد عون الذي أعلن بعد اجتماع تكتله النيابي أمس أن"ظروف نحاس لا تسمح له بأن يتعاون معنا". وقال:"ما زالت الاستقالة عندي وعندما ترفع الى مجلس الوزراء تكون قبلت". وفيما تتجه الأنظار الى جلسة المجلس النيابي اليوم التي أمامها اقتراحا قانون في شأن بدلات النقل للبت بهما، فإن مسألة توقيع المرسوم الحكومي بقرار مجلس الوزراء المتخذ منذ أكثر من شهر تتعلق إما بوزير العمل بالوكالة في الحكومة الحالية نقولا فتوش أو بتعيين بديل نحاس الذي قال عون إنه سيكون من"التيار الوطني الحر". وفي الحالين فإن الرئيس ميقاتي ينتظر تسلم استقالة نحاس في شكل رسمي قبل التصرف في أي اتجاه وهو ما ابلغه مساء أمس الى بري. وقالت مصادر وزارية إن الوزير نحاس أحرج عون، بعد الحكومة، بتأخير إصدار مرسوم بدلات النقل للعمال فأخرج نفسه من الحكومة. وجاء ذلك بعد نقاش حاد بينه وبين زملاء له في"تكتل التغيير"خلال اجتماعيه السابقين. على صعيد آخر، أكد وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور ما ذكرته"الحياة"أمس عن قرار لبنان عدم حضور مؤتمر"أصدقاء الشعب السوري"في تونس الجمعة المقبل. وقال منصور بعد لقائه الرئيس ميقاتي إنه"يتعذر علينا حضور مؤتمر تونس بحكم النأي بالنفس والتحفظ عن قرارات عدة في الجامعة العربية اتخذت في الاجتماعات الماضية". وكان منصور رد على موقف رئيس"جبهة النضال الوطني"النائب وليد جنبلاط الذي انتقد فيه بشدة النظام السوري، وسياسة النأي بالنفس حيال الأزمة السورية. وقال إن"موقفنا هو عدم التدخل في السياسة الداخلية لسورية أو لغيرها من البلدان، أما إذا كان هناك من يريد أن يزج لبنان بذلك فليقله بصراحة". وأكد أن"لبنان الذي نأى بنفسه عن كل قرارات الجامعة العربية، سينأى بنفسه عن أي تدخل في السياسة الداخلية لسورية، لأننا لا نقبل أن نتدخل بالسياسة الداخلية لأي دولة". واعتبر منصور أن"ليس من مصلحة لبنان أن ندخل في متاهة السياسة الداخلية للدول الأخرى"، مؤكداً أن"هذا موقف لبنان وليس موقفاً شخصياً".