هل يدري الرئيس محمود عباس أن الاسرائيليين غير راضين عنه، وأنهم لم يرضوا عن أبو عمار من قبل، وأنهم لن يرضوا عليه حتى لو وقع لهم على القدس عاصمة أبدية لدولة اسرائيل؟ هل يدري عباس ذلك؟ وهل يوصل إليه مستشاروه ما يدور في وجدان الاسرائيليين من أحلام يعجز أي عربي أن يحققها لهم؟ سأنقل إلى الرئيس عباس شخصياً ما يقوله الجنرال الإسرائيلي في الاحتياط عوزي ديان، كما نشرته الصحف العبرية، لقد قال:"منذ زمن، والسلطة الفلسطينية تتمسك بموقف"اقعد ولا تفعل شيئاً"، وهي ترفض كل اقتراح ومبادرة، بل أنها غير مستعدة لمفاوضات مباشرة غير مشروطة، والتي هي خطوة أولى وطبيعية لكل حوار". لو سألت الجنرال الإسرائيلي، ما الذي يغضبك من قعود السلطة، ومن عدم فعلها شيئاً؟ وماذا يتمنى أي غاصب للأرض أكثر من قعود المغتصب، وهدوئه، طالما طريق المستوطنين للسيطرة على الأرض سالكة، وطالما طريق المتطرفين لتهويد المسجد الأقصى تخلو من العوائق؟ ما الذي يستفز الجنرال الأسرائيلي طالما السلطة لا تقاوم، وتواصل التنسيق الأمني، وتفرح حين تتسلم عوائد الضرائب آخر الشهر من المالية الإسرائيلية، لتصرف الرواتب، ولا تطلق رصاصة، ولا ترجم المستوطنين اليهود بكلمة سوء! كل ما سبق لا يعجب الجنرال الإسرائيلي، فيضيف قائلاً:"علينا أن نصحو من الصيغة التي فشلت، صيغة السلام سيجلب الأمن، وعلينا أن نبدأ العمل بصيغة جديدة وهي: الأمن سيجلب الأمن، ومن دون تحقيق الأمن لن يكون سلام"! إن كلام الجنرال الأسرائيلي هو تحريض على الإرهاب، ويشجع على القتل، ويدعو إلى ملاحقة الرئيس عباس حتى في تصريح خروجه من الضفة الغربية وخروجه منها، وفي بطاقة هويته كشخصية مهمة جداً، إنه يسعى لتخويف الفلسطينيين، ويهدد أمنهم، ليكون أمن عباس الشخصي، وأمن رجال السلطة مقروناً بأمن المستوطنين وسلامتهم! عندما لا يكتفي الإسرائيلي بالدور الذي تقوم به السلطة من توفير الهدوء الآمن للمستوطنين، وعندما ينزعج من قعود الفلسطيني تحت الاحتلال ساكناً من دون فعل شيء ضد الغاصبين، فمعنى ذلك أن الذي يرضي الإسرائيليين هو حركة الفلسطينيين، وتجاوبهم مع الغاصب، شرط أن تكون الحركة منسجمة مع المصالح الإسرائيلية، ووفق رغبة المتطرفين اليهود، وأن تكون الحركة تجاوباً سياسياً من دون تفكير بالعواقب التي ستنزل على رأس المتحرك بانسجام مع حراك الإسرائيليين. فهل يدري الرئيس عباس بذلك، وهل يقدر على تلبية طلبات الإسرائيليين!؟ وإلى أي مدى يقدر بصفته رئيساً للحكومة الفلسطينية المقبلة، إلى أي مدى سيقعد من دون حراك ينسجم مع حراك الإسرائيليين؟ وإلى أي مدى سيتحرك بتناغم مع حراك المقاومة الفلسطينية؟ الإجابة عن ما سبق تستشرف الجواب عن سؤال: هل ستنجح المصالحة الفلسطينية؟ فايز أبو شمالة - بريد الكتروني