أصبح غياب مناقشة"الاتحاد الخليجي"عن القمة الخليجية في المنامة أمراً مفروغاً منه، ولكنه ألقى بظلاله على القمة في جوانبها السياسية والاقتصادية والأمنية، كما أنه سيكون موضع النقاش لدى الخليجيين. وجاءت تصريحات وزير الدولة للشؤون الخارجية بمملكة البحرين غانم البوعينين باستبعاد مناقشة موضوع"الاتحاد الخليجي"، لإنهاء الجدل الذي احتدم خلال الفترة الماضية، حيث أوضح"أن بعض الدول الخليجية طلبت مهلة من أجل دراسة متأنية لموضوع الاتحاد الخليجي، وبالتالي لن يتم الإعلان عنه في القمة الحالية"، فيما استدرك في تصريحه"ولكن كل شيء ممكن في السياسة". وذكر أن القمة الخليجية"لا تركز على ملف واحد، فكل ما يهم المواطن الخليجي هو محل اهتمام قادة الخليج"، منوهاً بأن القمة"ستتطرق إلى الأوضاع السياسية الدولية والإقليمية". البوعينين كشف أن أهم الملفات التي سوف تحتل الأولوية على طاولة نقاشات القمة، هي"الملفات الأمنية والسياسية والاقتصادية مترابطة بشكل وثيق ولا يمكن فصلها عن بعضها، وجميعها بذات مستوى الأهمية، فلا يوجد اقتصاد مزدهر في غياب الأمن، ولا أوضاع سياسية مستقرة" يأتي هذا التصريح في ظل ترقب شعبي وإقليمي لما ستسفر عنه القمة 33 لدول مجلس التعاون الخليجي، في بعض القضايا كتداعيات الربيع العربي، والعلاقة المضطربة مع إيران. وكذلك الرغبة في زيادة كافة أشكال التعاون وذلك عبر الدفاع المشترك، والتكامل الاقتصادي، والتنمية البشرية، والوعي السياسي، والمحافظة على أي منجز تم تحقيقه في الفترة الماضية في العلاقات الخليجية. ومنذ انعقاد القمة الخليجية الماضية في العاصمة السعودية الرياض العام الماضي 2012، أصبح الحديث عن انتقال مجلس التعاون الخليجي من صيغة"التعاون"الحالية إلى صيغة"الاتحاد الخليجي"التي دعا إليها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز في قمة الرياض 2012 بمثابة حديث الساعة في الساحة الخليجية، ويحتل الأولوية في كيفية تطوير تجربة مجلس التعاون إلى صيغة أرقى تستجيب إلى تطلعات أبناء الخليج العربي في الوصول إلى صيغة وحدوية كانت بمثابة الغاية الاستراتيجية الكبرى لإقامة مجلس التعاون الخليجي منذ انطلاقته في قمة أبو ظبي التأسيسية عام 1981م، والتي تحدثت عن أن الهدف النهائي من إقامة مجلس التعاون الخليجي هو السعي إلى الوصول إلى الوحدة الخليجية الشاملة. ومن هذا المنظور يمثل الحديث عن"الاتحاد الخليجي"أهمية سياسية واستراتيجيه كبرى، وخاصة في ضوء التحديات والتهديدات التي باتت تواجه المصير الخليجي المشترك في المرحلة الراهنة، ولعل من طليعتها التهديد الإقليمي.