موقع إلكتروني إخباري جديد سيدخل قريباً حلبة التنافس المستعر بين المواقع الإخبارية اللبنانية على الشبكة العنكبوتية الدولية. يحمل الموقع اسم"لبنان 24"، ويتضمن في ثنايا"صفحاته"الكثير من الأخبار والتقارير والتحقيقات والمقابلات، في السياسة والاقتصاد والاجتماع والرياضة والثقافة والفن والمنوعات. والأهم من ذلك كله، أن"لبنان 24"يخرج بصيغة احترافية، شكلاً ومضموناً، ما يجعله"منافساً قوياً"لغالبية المواقع الإلكترونية الإخبارية التي عرفها لبنان خلال السنوات العشر الأخيرة، والتي تسعى إلى استقطاب اللبنانيين إلكترونياً عبر تقديم أخبار عن حال البلد المنقسم سياسياً... حتى النخاع."هدفنا ليس الاستقطاب السياسي للبنانيين عبر مخاطبة غرائزهم السياسية والطائفية والمذهبية، وإنما تقديم خدمة إعلامية هادئة تخاطب عقول المواطنين وتعمل على فتح آفاق معرفتهم، سياسياً واقتصادياً وثقافياً... بعيداً من الإثارة والتحريض"، يقول المدير العام لموقع"لبنان 24"ربيع سعادة 38 سنة، لافتاً إلى أن خدمة الموقع ستشمل أيضاً تزويد عملائه الزبائن الأخبار السريعة عبر الموبايل. يحمل سعادة الكثير من الشغف بالمشروع الإعلامي الجديد. يتحدث عنه بحماسة، ويعمل على تسريع الخطى لإكمال التحضيرات الكاملة لإطلاق الموقع الإلكتروني رسمياً في الأسابيع القليلة المقبلة. وهو لا يُخفي وجود هدف تجاري من ضمن مجموعة الأهداف التي يسعى المشروع إلى تحقيقها. لكنه لا يتوقع أن يبدأ الموقع في جني العوائد المادية، جدّياً، قبل مضي سنتين على إطلاقه:"ندرك أن المشاريع الإعلامية عموماً خاسرة في المفهوم الاقتصادي، لذلك فإنها غالباً ما تنحاز إلى هذا الفريق السياسي أو ذاك حتى تؤمن لذاتها أسباب الاستمرار. أما نحن، فنسعى إلى جذب فئات واسعة من اللبنانيين الذين ملّوا التشنّج السياسي العام الذي يتخبط به البلد منذ نحو 8 سنوات، وذلك عبر تقديم مادة إخبارية سريعة تتمتع بالصدقية والموضوعية في الدرجة الأولى، فضلاً عن تنوّع المادة وغناها، بغية جذب أوسع شريحة من متصفحي الإنترنت في لبنان. من هنا، حَرِصْنا على أن يكون الموقع الإلكتروني مستقلاً مادياً، عبر تشكيل شركة باسم"لبنان 24"لها مجلس إدارة يعمل على تأمين الاستقلالية المالية والسياسية للموقع"، من دون أن يفصح عن هوية أعضاء مجلس الإدارة أو عن الموازنة المخصّصة للمشروع. على مدار الساعة في مكاتب أنيقة في بيروت، يعمل فريق"لبنان 24"المكوّن من حوالى 25 صحافياً وصحافية في أعمار شابة وينتمون إلى مختلف الطوائف والتيارات السياسية، فضلاً عن مجموعة من المراسلين ينتشرون في المناطق اللبنانية. ويقود هؤلاء جميعاً الصحافي أحمد الزعبي 39 سنة الذي يتكئ على خبرة نحو 15 سنة في الصحافة في مؤسسات مختلفة. يشغل الزعبي منصب مدير التحرير للموقع، وهو يصف فريق العمل بأنه قادر على الرصد والتحرير والكتابة والمتابعة، فضلاً عن التعامل الرشيق مع شبكة الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، التي تزداد سطوتها يوماً بعد يوم في العمل الإعلامي، فقد"بات الإعلام الإلكتروني، وكذلك شبكات التواصل الاجتماعي سوشال ميديا، نمطاً حَداثياً يحتل موقعاً مهماً في المشهد الإعلامي، بسبب سرعته وتفاعليته وسهولة الوصول إلى المعلومة أو الخبر، أو الولوج من خلاله للمشاركة في صناعة الحدث ومناقشته والتعليق عليه، بما يجعل من ناقل الخبر ومتلقيه طرفين على صلة وتفاعل في رسم حدود هذا المشهد"، كما يقول الزعبي. يتطلب ذلك رصداً للحدث ووسائل الإعلام على مدار الساعة. وعليه، قسّم فريق الموقع وقت العمل إلى ثلاث ورديات، بغية متابعة الأخبار ونشرها على مدار 24 ساعة."ومن هنا جاءت تسمية الموقع لبنان 24 لتعكس واقع"خلية الأخبار"التي لا تتوقف نحلاتها صحافيوها عن العمل بحثاً عن الخبر الجديد والسريع"، وفق تعبير سعادة، معتبراً أن ذلك يشكل ميزة إضافية للموقع الذي يطمح إلى أن يكون مصدراً إخبارياً مستقلاً للبنانيين في الوطن والمهجر مادامت عقارب الساعة تدور، بخلاف غالبية المواقع الإلكترونية اللبنانية التي تتوقف عن نشر الأخبار بعد منتصف الليل وحتى الثامنة صباحاً. أخبار..."بلا توابل" يتميّز تصميم موقع"لبنان 24"بالبساطة والوضوح، لكنه يفتقد عوامل جذب أخرى، مثل حجم الصور وعدم إبرازها في شكل لافت للانتباه، كما تفتقد طبخة الأخبار"الملح... والتوابل"اللازمة في العناوين لجعل الأخبار أكثر جاذبية للقارئ أو متصفح الموقع. وهذا ما يعترف به سعادة صراحةً، معتبراً أن الموقع مازال في مراحله التجريبية، ولم يأخذ صيغته النهائية بعد. لكن أين هي مكانة"السبق الصحافي"في أولويات الموقع، وهي التي تجعل موقعاً إلكترونياً متميزاً عن سواه؟ يرى الزعبي أن"شدة التنافس التي برزت في ساحة الإعلام الإلكتروني خلال السنوات الأخيرة، تجعل من الصعب الحديث عن"مميزات"بمقدار ما يمكن الحديث عن"معايير"فالمنافسة حاضرة، وهي ضرورية. لكن ذلك لا يعني استنساخ أي تجربة أو التماهي معها إلى حدّ الذوبان. ذلك أن حقل الإعلام الالكتروني واسع، ويتسع للجديد كل فترة". ثم يعترف:"التميز والسبق من ضروريات العمل الصحافي. ونحن سنسعى إليها للوصول إلى كل القضايا في مقاربتنا لمسائل الشأن العام، كمحاربة الفساد، التقارير المتخصصة، الحوارات الجادة"، مشيراً إلى"استثناء وحيد، وهو التشهير أو التجريح أو المسّ بالمسلّمات الوطنية الكبرى، لأن ذلك لا يندرج ضمن إطار السبق بمقدار ما هو استخدام سيئ ومرفوض لسلطة الإعلام". يطمح موقع"لبنان 24"، وفق الزعبي، إلى أن يكون صورة مصغّرة عن الوطن لبنان بتلاوينه السياسية وتركيباته الطائفية، مع انحياز إلى المعايير المهنية الثلاثة: الموضوعية والصدقية والدقة، مع تجاوز مسألتي المعارضة والموالاة في مقاربة الحدث."ما يهمّنا فعلاً هو أن يجد كل لبناني في الموقع"ضالته"الإخبارية، وأن يجد كل الأطراف السياسية والطائفية نفسه ممثلاً بالتساوي في التغطيات الإخبارية، مع التشديد على أن الموضوعية لا تعني عدم إبداء الرأي وتحليل المواقف".