يتجه الفلسطينيون إلى إنهاء اللقاءات الجارية مع الجانب الإسرائيلي في الأردن والبحث عن بدائل، في مقدمها التوجه إلى الدول الموقعة على اتفاقية جنيف الرابعة لمطالبة إسرائيل بوقف الاستيطان. وكان اجتماع ثالث عقد في عمان امس بين كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات ومبعوث الحكومة الإسرائيلية اسحق مولخو، وسط تعتيم إعلامي من جانب البلد المضيف. وعلمت"الحياة"أن الاجتماع الذي عقد في مبنى دائرة المخابرات العامة امس اقتصر على عريقات ومولخو من دون مشاركة ممثلين عن اللجنة الرباعية الدولية أو الجانب الأردني. وينتظر الجانب الفلسطيني أن يتقدم مولخو بإجابات خطية على ورقة العمل الفلسطينية في شأن الحدود والأمن، والتي سبق تسليمها مباشرة إلى الجانب الإسرائيلي عند بدء اللقاءات الاستكشافية في الثالث من الشهر الجاري بجهود أردنية. وبحسب مصادر ديبلوماسية في عمان، فإن عريقات ومولخو سيعودان مجدداً إلى عمان في 25 الشهر الجاري لعقد لقاء حاسم يقرر مصير تلك اللقاءات وإمكان نقلها إلى مفاوضات مباشرة أو وقفها وإعلان فشلها. وقال مسؤول فلسطيني رفيع ل"الحياة"إن اللقاء الذي جرى أمس في العاصمة الأردنية، هو اللقاء قبل الأخير، وأن اللقاءات الجارية برعاية الأردن ستنتهي في 26 الشهر الجاري. وأوضح المسؤول أن الرئيس محمود عباس الذي سيبدأ جوله اليوم تشمل بريطانياوألمانيا وروسيا، يتجه إلى تجنيد دعم دولي للضغط على إسرائيل من أجل وقف الاستيطان، مضيفاً:"الاستيطان هو محور المعركة الديبلوماسية الفلسطينية المقبلة لأنه يقوّض أسس حل الدولتين". وقال الناطق الرئاسي نبيل أبو ردينة إن عباس يصل اليوم إلى لندن حيث يلتقي رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون وعدداً من المسؤولين البريطانيين، قبل أن يتوجه إلى ألمانيا مساء الاثنين حيث يلتقي المستشارة آنجيلا ميركل ومسؤولين ألمان يومي الثلثاء والأربعاء. ومن المقرر أن يصل عباس إلى موسكو نهاية الأسبوع حيث يلتقي الرئيس ديمتري ميدفيديف ووزير خارجيته سيرغي لافروف. وقال أبو ردينة:"الدول الثلاث أعضاء في مجلس الأمن، ولها علاقة متميزة مع القيادة الفلسطينية والسلطة، وسيتم إطلاعها على تحركات القيادة الفلسطينية السياسية، خصوصاً في ظل تعنت حكومة إسرائيل ورفضها وقف الاستيطان وتحديد مرجعية واضحة للمفاوضات على أساس حدود عام 1967". وأضاف:"خلال الأسبوعين المقبلين، سيتبلور كثير من الأمور على الساحة الفلسطينية"، مشيراً إلى الخيارات الجاري بحثها للمرحلة المقبلة بعد انتهاء مهلة الأشهر الثلاثة التي حددتها اللجنة الرباعية الدولية للجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لتقديم رؤيتيهما للحل في ملفي الحدود والأمن في محاولة لاستكشاف فرصة العودة إلى المفاوضات. وقال مسؤولون فلسطينيون ل"الحياة"إن الإدارة الأميركية طالبت الرئيس عباس بمواصلة عقد اللقاءات مع الجانب الإسرائيلي لفترة أطول، فيما طالبت إسرائيل باعتبار اللقاء الأول الذي عقد بين الجانبين في عمان قبل نحو اسبوعين هو بداية مهلة الأشهر الثلاثة. لكن مسؤولين فلسطينيين رجحوا إنهاء هذه اللقاءات بسبب عدم تقديم الجانب الإسرائيلية أي إشارة على نيته وقف الاستيطان. وقال مسؤول فلسطيني:"الرأي العام الفلسطيني لن يقبل بالتفاوض من دون وقف الاستيطان، والرئيس عباس مهتم برأي الجمهور أكثر من أي رأي آخر"، مشيراً في ذلك إلى المطالب الأميركية والإسرائيلية. وتابع:"26 الشهر الجاري ما زال مفترق طرق، فإما أن يحصل تقدم في اللقاءات الاستكشافية، أو نكون أمام اتخاذ قرارات". وسيدعو الجانب الفلسطيني إلى عقد اجتماع للجنة المتابعة العربية مطلع الشهر المقبل لبحث التحرك الفلسطيني المقبل في ضوء فشل جهود"الرباعية"في استئناف المفاوضات. ورجح الرئيس عباس في كلمه له أمام مجلس استشاري حركة"فتح"قبل أيام أن يتوجه إلى جنيف لمطالبة الدول الموقعة على اتفاقية جنيف الرابعة ببحث مدى التزام إسرائيل بنود هذه الاتفاقية التي تنص على حماية المدنيين وأراضيهم في الأقاليم التي تقع تحت الاحتلال. إلى ذلك، قال رئيس بعثة فلسطين في الأممالمتحدة السفير رياض منصور إن البعثة تكثّف عملها مع الأطراف كافة في المنظمة الدولية لحشد موقف واسع رافض للاستيطان قبل 24 الشهر الجاري، موعد انعقاد المناقشة العامة لمجلس الأمن في شأن الحالة في الشرق الأوسط. وأشار في حديث مع إذاعة"صوت فلسطين"إلى أنه تم التوافق خلال جلسة المكتب التنسيقي لحركة عدم الانحياز، على الطلب من سويسرا إحياء جهودها لعقد اجتماع للأطراف السامية المتعاقدة في اتفاقية جنيف الرابعة بهدف إلزام إسرائيل تطبيق البند الأول المتعلق بضرورة توفير الحماية للمدنيين تحت الاحتلال. العاهل الأردني في واشنطن من جانبه، توجه العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أمس إلى واشنطن في"زيارة عمل"يلتقي خلالها الرئيس باراك أوباما. وأعلن بيان صادر عن الديوان الملكي الأردني أن الملك عبد الله سيعقد"لقاء قمة مع الرئيس الأميركي يتناول العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها سياسياً واقتصادياً، إضافة إلى مستجدات الأوضاع العربية والإقليمية وسبل تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين استناداً إلى حل الدولتين". وأضاف أن اللقاء سيتناول أيضاً"الجهود الإصلاحية الشاملة التي يقودها الملك تلبية لتطلعات الشعب الأردني في مستقبل أفضل في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية المختلفة".+