سجلت البورصات الاوروبية مزيداً من التراجع عند بدء المداولات امس وسط اجواء من الهلع نتيجة توقعات مقلقة للاقتصاد العالمي ومخاوف من انتشار عدوى ازمة الديون في منطقة اليورو. وتراجعت الاسهم الأوروبية إلى أدنى مستوياتها في 14 شهراً، بعد عمليات بيع مكثّفة في الأسواق العالمية، وسط تنامي المخاوف من أن يكون الاقتصاد الأميركي يتجه نحو الكساد ومن انتشار أزمة الديون الأوروبية إلى ايطاليا واسبانيا. وهبط مؤشر"يوروفروست"للشركات الأوروبية 2.8 في المئة، مسجلاً 964.73 نقطة، بعد أن بلغ 961.45 نقطة، وهو أدنى مستوياته منذ ايار مايو العام الماضي. وانخفض المؤشر، الذي يتراجع للجلسة السادسة على التوالي، نحو 11 في المئة هذا الاسبوع، و14 في المئة خلال السنة. وخسر مؤشر"فاينانشال تايمز"البريطاني 3.77 في المئة و"كاك 40"الفرنسي 1.14 في المئة و"داكس"الألماني 2.08، و"بورصة ميلانو"3.31 في المئة و"بورصة مدريد"1.47 في المئة. اما البورصة السويسرية فتراجعت 1.59 في المئة. وهوت أسهم البنوك الأوروبية إلى أدنى مستوى لها في سنتين. ولحقت البورصات الآسيوية بنظيراتها الاوروبية والاميركية، فسجلت تراجعات هائلة امس، لتتراوح خسائرها بين 3 و5 في المئة. وسجل اكبر تراجع في بورصة"هونغ كونغ"التي خسرت 5 في المئة من قيمتها، فهبط مؤشر"هانغ سينغ"الرئيس بنسبة 4.81 في المئة. وبدورها سجلت"بورصة سيول"تراجعاً حاداً زادت نسبته على 4 في المئة، فخسر مؤشر"كوسبي"الرئيس 81.30 نقطة، وبلغ 1937.17 نقطة. وفي طوكيو، تهاوت الاسهم اليابانية امس الى أدنى مستوياتها منذ ما بعد الزلزال في آذار مارس الماضي، مع تأثر المستثمرين بضعف الاقتصاد الاميركي الذي يوشك على التوقف من النمو. وهوى مؤشر"نيكاي"القياسي 3.7 في المئة الى 9299.88 نقطة، و"توبكس"الأوسع نطاقاً 3.1 في المئة الى 800.96 نقطة. وفي اميركا اللاتينية، اغلقت بورصة"ساو باولو"على خسارة ضخمة بلغت 5.72 في المئة، وتراجعت بورصة"مكسيكو"بنسبة 3.3 في المئة اول من امس، مدفوعة بشكل رئيس بانهيار"وول ستريت". وفي سيدني، لم تكن الحال افضل، فتراجعت البورصة 4 في المئة وهبط مؤشر"ستاندرد آند بورز-ايه اس اكس 200"بمقدار 174 نقطة الى 4102 نقطة. وفي نيويورك، شهدت"وول ستريت"موجات بيع واسعة اول من امس، في أسوأ تراجع لسوق الأسهم منذ اوائل عام 2009. وقال كاميرون بيكوك، المحلل لدى شركة ايه جي ماركتس:"البورصات في حالة من الهلع المطلق"وهي"لا تحظى بأي دعم تقريباً، ولو ان الاسهم باتت متدنية الاسعار الى حد كبير". ولم يتمكن البنك المركزي الاوروبي الذي قرر اعادة شراء الدين في الاسواق من وقف تراجع البورصات الخميس على رغم إبدائه تصميماً كبيراً على التصدي للأزمة. وفيما عكست آخر المؤشرات الصادرة في الولاياتالمتحدة ضعف نمو القوة الاقتصادية الاولى في العالم مثيرة مخاوف المستثمرين، كانت الاسواق تترقب بقلق صدور ارقام الوظائف الاميركية لتموز يوليو في وقت متقدم امس. وقال بيكوك:"الاسواق تنتظر بين هذه الارقام بارقة أمل تسمح بالنهوض مجدداً". وهوى مؤشرا"داو جونز"و"ستاندرد آند بورز"أكثر من أربعة في المئة، و"ناسداك"خمسة في المئة بفعل مخاوف من ان تبدأ الولاياتالمتحدة الدخول في كساد جديد، وان يتسع نطاق ازمة الديون السيادية في أوروبا ليبتلع اثنين من اكبر اقتصاداتها. وخسر"داو جونز"الصناعي عند الاغلاق 512.46 نقطة، اي 4.31 في المئة، مسجلاً 11383.98 نقطة. و"ستاندرد آند بورز 500"الأوسع نطاقاً 60.21 نقطة، أي 4.78 في المئة، و"ناسداك"المجمّع الذي تغلب عليه اسهم التكنولوجيا 136.68 نقطة، أي 5.08 في المئة.