أعلنت منظمة الأممالمتحدة للتغذية والزراعة فاو أمس، أن حوالى 12 مليون شخص في القرن الأفريقي يحتاجون الى مساعدة عاجلة. وأشارت إلى أن في الصومال وحدها، التي تشهد جفافاً وحرباً اهلية، ارتفع عدد المحتاجين الى مساعدة انسانية طارئة من 2.4 مليون الى 3.7 ملايين في الشهور الستة الماضية، فيما أُعلنت المجاعة في منطقتين تسيطر عليهما"حركة الشباب الإسلاميين". وأشار مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في الصومال، الى إن"المجاعة تنتشر في منطقتين جنوبالصومال هما: جنوب باكول ولاور شابيل". وقال المنسق الانساني للامم المتحدة في الصومال مارك باودن محذراً:"إذا لم نتحرك ستمتد المجاعة الى كل مناطق جنوبالصومال الثماني خلال الشهرين المقبلين بسبب سوء حال المحاصيل الزراعية وانتشار الأمراض المعدية". وأضاف:"حوالى نصف الصوماليين يعيشون في الجنوب ويعانون أزمة". واتهمت منظمة"اوكسفام"أمس، حكومات أوروبية ب?"الإهمال المتعمد"مع حصول نقص في المعونات قيمته 800 مليون دولار، وبطء الاستجابة الدولية لأزمة الجفاف التي تضرب منطقة القرن الافريقي. وأضافت المنظمة الخيرية البريطانية:"لم يتأمن سوى 200 مليون دولار من الأموال المطلوبة لتجنب كارثة إنسانية في المنطقة التي ضربها الجفاف والتي تشمل الصومال وكينيا وأثيوبيا". ولفتت الى ان بريطانيا بادرت الى التعهد بمساعدات جديدة، لكن الاستجابة الأوروبية بطيئة على نحو يثير الدهشة. وأشارت الى أن فرنسا فشلت في أن تقرن كلماتها بأي تمويل إضافي وأن إيطاليا والدنمارك لم تقدما أي معونة جديدة. ويبلغ حجم المساعدات الإنسانية التي تحتاج إليها المنطقة هذا العام، وفقاً لنداءات الأممالمتحدة، 1.87 بليون دولار. ولم يصل من هذا المبلغ سوى 45 في المئة فقط، أي أن هناك فجوة يزيد حجمها على بليون دولار، موزعة على النحو التالي: 332 مليون دولار و296 مليون دولار لنداءات الأممالمتحدة لكينيا والصومال، على الترتيب، و398 مليون دولار للنداء الذي وجهته الحكومة الإثيوبية. وشهد الأسبوعان الماضيان وعوداً جديدة بنحو 205 ملايين دولار، وبالتالي لا تزال هناك فجوة قدرها 800 مليون دولار. ووعدت بريطانيا ب 145 مليون دولار في الأسبوعين الماضيين تلبي نحو 15 في المئة من الحاجات، فيما وعد الاتحاد الأوروبي بنحو 8 ملايين حتى الآن، مع توقعات بزيادة هذا المبلغ في الأيام المقبلة. وتعهدت إسبانيا بنحو 10 ملايين دولار، وألمانيا ب 8.5 مليون. ولم تتعهد فرنسا بأي مبالغ إضافية حتى الآن، وأعلنت الدنمارك وإيطاليا ان لا مبالغ جديدة متاحة. إلى ذلك، طلبت الولاياتالمتحدة من إريتريا، الكشف عن مدى معاناتها من الجفاف الذي يضرب القرن الافريقي، مشيرة الى الأخطار التي يعاني منها السكان في هذه الدولة. وقالت مساعدة وزيرة الخارجية الاميركية للشؤون الافريقية، جوني كارسون، أول من أمس:"الولاياتالمتحدة تشتبه في أن اريتريا تعاني من الجفاف الذي أدى الى مجاعة في الدول المجاورة، مثل الصومال".