أكد رئيس الوزراء الصيني وين جياباو أمس أنه"مازال واثقاً"في أن أوروبا تستطيع تجاوز أزمة الديون وأن الصين ستظل مستثمراً للأجل البعيد في سوق السندات الأوروبية. وكان رئيس الوزراء الصيني يتحدث في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الهنغاري فيكتور أوربان خلال زيارة إلى بودابست. وحضر وين أول من أمس احتفالاً ثقافياً في جامعة الآداب بالعاصمة الهنغارية. وستكون لندن المحطة المقبلة وتليها برلين، على ان يعود مساء الثلثاء الى بكين. وبعد تسعة شهور على جولة في اليونان وايطاليا وتركيا، يعود الى القارة القديمة مع وعد بتقديم الدعم المالي الى البلدان الاوروبية التي تواجه صعوبات. واتفق القادة الاوروبيون الذين عقدوا قمة في بروكسيل أول من أمس على تقديم دعم لأثينا التي تواجه الافلاس. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية هونغ لي ان"الحكومة الصينية تبنت مجموعة من التدابير الايجابية الرامية الى دعم البلدان الاوروبية المتأثرة بالازمة الحالية، من خلال زيادة... تشجيع تعاونها الاقتصادي واستثماراتها في اوروبا". واضاف هونغ ان"الصين ستواصل جهودها حيال بلدان معنية لمساعدتها على بلوغ نمو اقتصادي مستقر". ويعتبر الخبراء ان الزيارة ستتمحور في المقام الاول حول مواضيع اقتصادية. ومن المقرر ان يتطرق وين ايضاً الى"مواضيع دقيقة مثل الشرق الاوسط وافغانستان وكوريا الشمالية مع نظيره البريطاني ديفيد كاميرون، لأن بريطانيا عضو دائم في مجلس الامن"، كما قال لوكالة"فرانس برس"استاذ العلوم السياسية بريان بريدجز من جامهة لينغنان في هونغ كونغ. وسيُتطرق ايضاً الى الافراج المشروط اخيراً عن الفنان اي ويوي. وأشار وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ الخميس الى استمرار وجود"مسائل جدية"تتعلق بظروف اعتقاله والاتهامات الموجهة اليه. وقال بريدجز ان ارتباط خطوة بكين هذه بالزيارة الاوروبية لوين لن يكون مفاجئاً. واضاف:"ليس غريباً على الحكومة الصينية ان تطلق معارضين في لحظات عصيبة". وكانت الصين، ثاني اقتصاد عالمي يستند الى اكبر كمية من الاحتياطات في العالم، قد بدأت اعادة توازن لعلاقاتها التجارية والمالية لمصلحة اوروبا. واعتبر"ستاندارد شارترد بنك"في الفترة الاخيرة في مذكرة ان البلاد التي تتكتم على صفقاتها، تستثمر اقل على ما يبدو في سنداتها الاميركية، ما يعني على الارجح مزيداً من السندات الاوروبية. واعتبر بريدجز ان بكين لا تريد"ان تنهار منطقة اليورو، لأن ذلك سيؤدي الى فوضى عارمة"، بما في ذلك للصين نظراً الى تداخلها في النظام الاقتصادي والمالي العالمي. وتأمل بودابست من جهتها في ان تكون منصة للصين في اوروبا بحيث تصبح مركز توزيع لوجستي وتجاري، كما قال وزير التنمية الوطنية تاماس فيليغي. وأكد في بيان ان الاستثمارات الصينية يمكن ان تؤدي الى استحداث آلاف فرص العمل، مشيراً الى التعاون في مجالات النقل الجوي والسكك الحديد.