من منطق السياسة على المجتمع والثقافة يجب النظرة إلى الشارع العربي لتفعليل دور المجتمع المدني لئلا يحصل التباس فى المواقف، أو استنزاف للطاقات. لقد فرض المستقبل تصوراً جديداً حول العلاقه بين الحاكم والمحكوم ومفهوم المواطنة، تفادياً للتعارض. ولكي ننظر إلى المستقبل بإيجابية، علينا النظر إلى نقاط عدة منها. 1- تشغيل دور العقل لأن عليه التبّصر بمتغيرات حركة التاريخ في زمن التحولات، ولأن الذين يصنعون المستقبل هم أصحاب العقول الراجحة، ولا يمكن الإنسان أن يصنع نجاحاً إلا بدور العقل ورأيه قيادته. 2- إذا استطاع العقل العربي التحرّك بثقافة العصر وعلومه كنسق متكامل، حقق نجاحات عدة. وللعقل مناهج: استكشافية وارتباطية وتجريبية. للتحقيق سرعة الفهم والبناء، وللعقل العربي شموخ وهويه وشخصية حتى لا تعصف به العواصف. 3- على مرّ الزمن وعبر العصور، ظهرت الحركات الإصلاحية بمختلف اتجاهاتها ومنابعها لدى مختلف الشعوب والأمم. وتزعمتها فئه تتحرك بتشغيل العقل، وهي تحمل رؤى الإصلاح. والإصلاح منهج وشكل ومضمون وبعيد من السطحية. 4- مطلوب من كل شخص أن يصبح صاحب منهج. لأنه بتشغيل العقل يمكن تسخير الطاقات الممكنه لمواجهة سوق العمل والكسل والإهمال، وينمو فكر العقل ويتكامل بصحة النية. 5- ننظر إلى الخطاب القرآني فنجد الدعوة الى صفاء الروح والعقل. لأن هناك سنناً إلهية في حركة الحياة وتدافع الحضارات وتصارع التيارات، وبالعقل يرتقي الانسان فى كل ميادين العمل. 6- كما أن الانسان لم يعرف طريق التقدم الحضارة والعمران، إلا بقيمه تشغيل العقل والزمن، لأن منهجية الفكر والبحث العلمي تطبيق للعلوم الانسانية من تاريخ وعلم نفس واجتماع واقتصاد وسياسة .... والمنهجية بمفهومها العام تهدف الى صنع مجتمع متكامل له نظمه الاقتصادية والسياسية والقانونية والاجتماعية، وإلى إنشاء حضارة متكاملة بجانبها الروحي والمادي. ولو نظرنا إلى منهجيه الفكر الإسلامي نجد ارتباطاً نحو معالجة قضايا الإنسان بسمة العدل والتعبير بحرية، وفق مستوى الروح والمادة حتى لا يحصل الاغتراب الفكري والنفسي، لأن للعقل العربي خصوصياته ومميزاته. يحيى السيد النجار - مصر - بريد إلكتروني