أدلى الناخبون الايطاليون بأصواتهم أمس، في دورة الإعادة في انتخابات بلدية قد تشهد خسارة رئيس الوزراء سيلفيو بيرلوسكوني معقله في مدينة ميلانو لحساب اليسار، للمرة الأولى منذ 20 سنة. ودُعي الى الاقتراع أكثر من 6.5 مليون ناخب، لاختيار رؤساء المجالس البلدية في 1310 بلديات من أصل 8100، بينها 13 مدينة كبيرة، أهمها ميلانو ونابولي. وسيختار الناخبون رؤساء مجالس إقليمية في ست ولايات، في انتخابات تُجرى الأحد والاثنين. وكانت الدورة الأولى التي أُجريت قبل أسبوعين، اسفرت عن فوز اليسار في معقليه، بولونيا وتورينو، مرغمة بيرلوسكوني على خوض جولات إعادة في نابولي وميلانو اللتين تمثلان معقلاً لنفوذ اليمين. ويتقدم مرشح اليسار جيوليانو بيزابيا، على ليتيتسيا موراتي رئيسة بلدية ميلانو المنتهية ولايتها ومرشحة بيرلوسكوني. وتُعتبر ميلانو العاصمة الاقتصادية للبلاد ورمز"البيرلوسكونية"، إذ يحكمها اليمين منذ 20 سنة، لا سيما أنها مسقط رأس بيرلوسكوني ومقرّ امبراطوريته الإعلامية"فينينفست". وقبل ساعات من افتتاح صناديق الاقتراع، توجه بيرلوسكوني الى فيلته في سردينيا، محاولاً التقليل من وقع هزيمة مزدوجة محتملة في ميلانو ونابولي، على معسكره، إذ قال لأنصاره ان"النتيجة لن تؤثر على الحكومة". بيرلوسكوني الذي اعتبر ناشطي اليسار"بلا عقل"، شدد على ان فوز بيزابيا سيحوّل ميلانو"مدينة إسلامية"تكثر فيها المساجد و"مخيمات الروم الغجر ويحاصرها الأجانب". واشتكى بيرلوسكوني الملاحق في ثلاث محاكمات، بما في ذلك فضيحة الدعارة مع قاصر، خلال لقائه الرئيس الأميركي باراك اوباما على هامش قمة مجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى في فرنسا قبل أيام، قائلاً:"وضعنا قانوناً لإصلاح العدالة، وهذا أمر بالغ الأهمية بالنسبة إلينا، ولدينا الآن ديكتاتورية من القضاة اليساريين". ودفع ذلك دانيلا ميلكيوري نائب وزير التنمية الاقتصادية ووكيل النائب العام السابق، الى تقديم"استقالتها"، معتبرة ان بيرلوسكوني"تجاوز الحد الممكن قبوله". وقالت:"من غير المقبول أن نصل إلى الابتذال الذي شاهدناه في الأيام الماضية، وحاول تشويه سمعة القضاء بوصفها وظيفة دستورية".