أدلى الناخبون الايطاليون بأصواتهم أمس، في انتخابات محلية فرعية تشكّل اختباراً لرئيس الوزراء سيلفيو بيرلوسكوني، خصوصاً في معقله مدينة ميلانو، قبل الانتخابات الاشتراعية المقررة عام 2013. ودُعي حوالى 13 مليون ايطالي الى انتخاب رؤساء المجالس البلدية في 1310 بلدية من اصل 8100، تشمل فقط 11 مدينة يتجاوز عدد سكانها المئة ألف نسمة، بما في ذلك ميلانو ونابولي وتورينو وبولونيا. وسيتم أيضاً تجديد 11 مجلساً إقليمياً بعد الاقتراع الذي تُجرى دورته الثانية في 29 و30 الشهر الجاري. ويشارك في الاقتراع حوالى ربع الناخبين الايطاليين، والبالغ عددهم 49 مليوناً، وتتركز الأنظار خصوصاً على ميلانو ورئيسة بلديتها المنتهية ولايتها ليتيزيا موراتي التي تنتمي الى حزب"شعب الحرية"الذي يقوده بيرلوسكوني، والتي تواجه المحامي اليساري جوليانو بيزابيا. بيرلوسكوني الذي يعتبر ميلانو معقله الانتخابي، خاض شخصياً الحملة الانتخابية لدعم مرشحته، والتي رجّحت استطلاعات الرأي نيلها بين 44 و48 في المئة من الأصوات، في مقابل بين 40 و42 في المئة لبيزابيا. ويعتبر اليسار انه سيحقق نجاحاً، بمجرد إرغامه اليمين على الاحتكام الى دورة ثانية، فيما يحاول اليمين الانتصار من الدورة الاولى. وفي كبرى المدن الأخرى المتنافس عليها، يبدو الوضع مواتياً لليسار، خصوصاً في بولونيا وتورينو المعروفتين بانتمائهما الى اليسار. ففي بولونيا، رجحت الاستطلاعات فوز مرشح اليسار بما بين 49 و53 في المئة من الأصوات، في مقابل 31 الى 35 في المئة لخصمه اليميني. اما في تورينو، فيتوقع فوز مرشح اليسار بما بين 47,5 و51,5 في المئة، في مقابل 35 الى 39 في المئة لخصمه اليميني. ويبقى الوضع غير محسوم في نابولي حيث يُجرى الاقتراع في ظلّ أزمة تراكم القمامة المتكررة، والتي لم تتمكن من تسويتها، لا البلدية التي يقودها اليسار ولا السلطات الاقليمية والوطنية اليمينية، على رغم وعود بيرلوسكوني. ويشكل هذا الاقتراع آخر اختبار لبيرلوسكوني 74 سنة، قبل الانتخابات الاشتراعية، خصوصاً انه يواجه فضيحة جنسية وثلاث محاكمات بتهم الفساد، ما أدى الى تراجع شعبيته الى نحو 30 في المئة، وهذا أدنى مستوى لها منذ تسلّمه الحكم للمرة الثالثة عام 2008.