تسلم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رسالة من ملك المغرب محمد السادس. نقل الرسالة وزير الخارجية والتعاون في المملكة المغربية الطيب الفاسي فهري الذي ابلغ خادم الحرمين الشريفين تحيات وتقدير الملك محمد السادس فيما حمله الملك تحياته وتقديره لملك المغرب. وحضر اللقاء عدد من كبار المسؤولين السعوديين. وكان الفاسي الفهري وصل الى الرياض في زيارة هي الأولى منذ دعوة مجلس التعاون الخليجي المغرب الى الانضمام اليه. وأكد وزير الخارجية المغربي أن لقاءه مع خادم الحرمين الشريفين كان مثمراً في ظل الأوضاع التي تشهدها المنطقة العربية وأن المحادثات ركزت على تعزيز الروابط التاريخية بين الرياضوالرباط، وتناولت ما توصلت إليه القمة الخليجية الأخيرة التي رحبت بإنضمام المغرب الى عضوية أمانة مجلس التعاون. وقال الفاسي ل"الحياة، قبل مغادرته الرياض أمس،"أن الشعب المغربي تأثر كثيراً بهذه الموافقة الخليجية، وأردنا من خلال هذه الزيارة أن نعبر عن امتنانا على هذه الدعوة التي أتت في ظروف يشهدها العالم العربي، وأضاف"نحن مقبلون على بدء المشاورات مع المجلس الخليجي لدرس أمكانية تعزيز العلاقات مع هذه الدول الأعضاء في الميادين المختلفة وهذا الأمر يحتاج إلى وقت ودراسة متينة وعميقة، لتحقيق ما تتطلع إليه الشعوب في المنطقة بالعالم المغربي. وأضاف"لدينا رؤية مشتركة متطابقة مع دول الخليج في قضايا عدة ما يؤهلنا لوضع إطار للتعاون الامتن والاميز، الأمر الذي يحتم علينا بناء علاقة مميزة ويمكننا أن نذهب الى ابعد ما يمكن في التعاون الأمثل، وإنضمامنا لدول الخليج لن يؤثر في أهداف الجامعة العربية إنما هو يندرج لأهدافها التي أنشئت من أجلها. وحول إن كان هناك فترة زمنية للانضمام قال"المغرب تجاوب مع هذه الدعوة الخليجية ايجاباً ونحن في هذه الدعوة الكريمة نبني للمستقبل والأجيال المقبلة، ومن الضروري أن يتم حسب رؤية تدريجية حتى نرى كيف نتعامل، وليس هناك فترة زمنية للانضمام الى المنظومة الخليجية وعزيمتنا قوية للدخول. وأضاف الوزير المغربي"لا يمكننا أن ندير ظهورنا للعالم المغاربي كما تردد أخيراً، ولأن أواصرنا وجذورنا تنبع من العالم المغربي وهذا لا يمكن خصوصاً في الظروف الحالية التي يظهر فيها الانفتاح الذي يظهر فيها مجلس الخليج. وأكد الوزير الفاسي أن الثورات الشعبية التي تشهدها المنطقة لم تنجح في دول الخليج العربي والمغرب لأسباب عدة أهمها"أنها مست دول على رأسها قيادات سياسية معينة، وعلى أن القيادات ليست منفتحة على مطالب شعوبها ،وبالتالي لا يمكن أن يكون هناك تطور ما على رأس القيادات، وأن هناك تنمية ناقصة لا تتماشى مع المطالب الحقيقة وليست التنمية موزعة على مستوى عادل بين صفوف الشعب وهذا ما نراه في ليبيا واليمن وغيرها، وعلى العكس تظهر المؤسسات الملكية في الخليج والمغرب بإتصال وطيد مع الشعب بشكل شرعي، وأن هناك تجاوباً بينهما". وكانت فاعليات سياسية واقتصادية مغربية رحبت بالمبادرة الخليجية وقالت انها"فرصة تاريخية واستراتيجية"لتفعيل صيغ التضامن العربي. ووصف المغرب دعوة مجلس التعاون الخليجي بأنها"إشارة قوية ذات مغزى عميق"، ورأى وزير الخارجية ان المبادرة"تؤكد الأهمية الخاصة لاستغلال فرص ومؤهلات إرساء شراكة متميزة بين المغرب والفضاء الخليجي"، وجدد استعداد بلاده إجراء مشاورات معمقة مع دول مجلس التعاون"لإقرار إطار للتعاون الأمثل". ورأى الفاسي ان التحولات الراهنة في العالم العربي"لا تنفي وجود صعوبات أو مخاطر محتملة"، وأظهرت مدى الحاجة لإبطال هذه المخاطر عبر تضامن حقيقي بين الدول العربية المتوسطية". وقال ان بلاده اقترحت إبرام ميثاق أوروبي ? متوسطي جديد يلتزم الدفاع عن قيم الديموقراطية والتنمية المشتركة، مشيراً الى استنفاذ سياسة الجوار الأوروبي لبعض أهدافها. وأضاف ان تطلعات الشعوب العربية، مثل غيرها، نحو الحرية والديموقراطية"تظل رهن تحقيق إصلاحات سياسية وتنمية اقتصادية واجتماعية". على صعيد آخر رحب المغرب بأي اقتراح إيجابي يصدر عن الجزائر لتطبيع العلاقات مع الجزائر، وقال وزير الخارجية ان الرباط"تجاوبت كعادتها، وبشكل إيجابي مع الموفد الدولي الى نزاع الصحراء كريستوفر روس في منهجية تطبيع العلاقات باعتبار ذلك عنصراً مساعداً في إحراز التقدم لإنهاء ملف الصحراء".