شرارة تونس التي أشعلت الحرائق في قلوب الشعوب العربية، أضاءت درب اليمنيين وقادتهم الى ثورة تكاد تؤتي ثمارها وتبشر بفجر جديد يصنعه الشباب والأحرار. الثورة التي قرر فيها كل قطاعات الشعب اليمني أن يعيش ويموت بكرامة أعادت لنا الحياة بعد أن فقدناها في مآسي الظلم ومرارة السنين. في ساحات الكرامة يعتصم الباحثون في صبرهم عن وطن يصون كرامة أبنائه وآدميتهم، يحفظ حقوقهم ويحتضن أحلامهم المشروعة لينعموا بخيراته ويستظلوا ظلاله، بعد أن ملوا الفساد والفقر والبطالة والمحسوبية واستغلال السلطة وتحكم فئة قليلة بمقدرات البلاد. في ساحات الكرامة ستتنفس الصعداء وأنت ترى الشباب الصامدين وقد أصبحوا أكثر تنظيماً ونضجاً ووعياً يقسمون يومياً بدماء الشهداء إنهم لن يتحركوا قيد أنملة حتى تتحقق مطالبهم في دولة مدنية تحترم الحقوق والحريات. وفي ساحات الكرامة سترى الشباب الحالمين من شعراء وكُتاب وفنانين ومسرحيين يصعدون إلى المنصات لإيقاظ الحس الوطني الصادق وتعبئة المعتصمين وتثقيفهم. وعلى جدران ساحات الكرامة تتصدر صور الشهداء لتبقى تضحياتهم راسخة في قلوبنا وعقولنا وتقتل الخوف فينا في وقت تستميت أحزاب وقوى سياسية في ساحات الكرامة مستخدمة شتى الوسائل لفرض أيديولوجيتها، بينما نحن على يقين تام أن الفشل سيكون حليفها في كل مرة تحاول التسلق على قامات منتصبة ورؤوس مرفوعة. لكنْ، غاب عن تلك الساحات أولئك النسوة اللواتي أمطرننا بوابل من التنظيرات والمحاضرات حتى ظننا أننا سنراهن في مقدم صفوف الحرية أثناء تظاهرات الاحتجاج وفي ساحات الاعتصام فيما يبدو أن الزمن قد عفا عنهن ليحل محلهن جيل جديد من شابات عدن الواعيات اللاتي يتحلين بدرجة عالية من الشجاعة والوطنية واللواتي شاركن بكل ما يملكن من قوة في صرخات الاحتجاج والتبرع لدعم ثورة الشعب اليمني. كم كنا متعطشين الى الحرية والديموقراطية، شغوفين بشعب ينتفض ويصرخ ويقود ثورة التغيير. حنان محمد فارع - بريد إلكتروني