أهي من مساوئ الصدف ألا تخلو نشرة أخبار تروي تفاصيل المشهد العربي من الحديث عن هجمات"بلطجية"أو"بلاطجة"الأنظمة على جموع المتظاهرين المطالبين بالتغيير في أكثر من بلد عربي؟ وهل يبدو مفاجئاً هذا التشابه حدّ التطابق في تعامل تلك النظم مع ثورات جماهيرها السلمية ابتداء بإطلاق وعود الإصلاحات مع أول إرهاصات تململ الجماهير، ومروراً بتسليط عصابات الأحزاب الحاكمة لتفتك بالمتظاهرين، على أمل أن تفلح الأنظمة المحركة لها بإقناع الإعلام ومتابعيه بأن لها ظهراً شعبياً يدافع عنها بشراسة ويطالب ببقائها... ظاهرة"البلطجة"في مشهدنا العربي لا تقل سفاهة وعبثية عن ظاهرة استحضار الفزّاعات البالية لإطلاقها على هامش الثورات الجماهيرية، وعلى رغم أن فزّاعة"الإسلاميين"فقدت صلاحيتها مع سقوط النظامين التونسي والمصري، إلا أن بعض الأنظمة ما زالت تستخدمها ببلاهة مفرطة... عجلة التغيير العربية لا رادّ لقدرها الآتي، وهي تنبئ بزمن عربي مختلف لا مكان فيه لأدوات القمع البالية، ولا لخطابات الاستغباء المستهلكة، ولا لتكرار التجارب الماضية باعتلاء ظهور الشعوب وتغييب وعيها، أو شدّ رقابها بسلاسل التجهيل والترهيب! لمى خاطر - بريد إلكتروني