دخل الرئيس اللبناني ميشال سليمان أمس على خط السجال الداخلي، الذي بات يشمل موقف رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري ضد"التدخل الإيراني"في الدول العربية ولبنان، وردود"حزب الله"والخارجية الإيرانية عليه، بعد موقف زعيم"تيار المستقبل"الرافض وصاية السلاح على الحياة السياسية، فأكد أن"سياسة لبنان الخارجية ترتكز على مبدأ الابتعاد عن المحاور وتلافي جعله ساحة للصراعات الإقليمية والدولية". وجاء موقف سليمان بعد مطالبة إعلامية له من فريق"حزب الله"بالرد على انتقادات الحريري للسياسة الإيرانية، ولفتت مصادر مراقبة الى أن موقف سليمان يفهم منه أنه موجه الى الحريري وبعض حلفائه، كما قال تلفزيون"المنار"ليل أمس. كما يفهم منه أيضاً أنه موجّه الى الأمين العام ل"حزب الله"السيد حسن نصرالله أيضاً رداً على مهاجمته مملكة البحرين ودول الخليج العربي قبل 3 أسابيع. وإذ دعا سليمان الى تغليب لغة الحوار في كلامه الذي وزعه مكتبه الإعلامي، استمر السجال بين حلفاء الحريري وبين قياديين من"حزب الله"وحلفائه على خلفية اعلانه رفض تحويل لبنان"محمية إيرانية". راجع ص 6 و7 وقال مصدر مطلع على خلفيات موقف الحريري ضد السياسة الإيرانية، إنه على رغم أن هذا السجال يدخل لبنان في سياق الوضع الإقليمي فإن الحريري"لم يدخل طرفاً في تصاعد المواجهة بين إيران والدول الخليجية على خلفية ما حصل في مملكة البحرين تجنباً لإقحام البلد في صراع إقليمي، الى أن أدلى السيد نصرالله بموقف تسبب بالتحضير لإجراءات ضد اللبنانيين من دول خليجية وينذر بتأثير ذلك على الاقتصاد اللبناني ومجيء السياح والمصطافين والمستثمرين العرب الى لبنان ولأنه لا يجوز أن يترك لحزب الله أن يحدد سياسة لبنان الخارجية عبر التدخل في شؤون الخليج وغيره". وواصل قياديون من"حزب الله"هجومهم على الحريري أمس. فقال نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم إن"جماعة 14 آذار تسعى لتخريب البلد لأنها ليست في السلطة، وتسعى لإحداث الفوضى لوجود الأكثرية النيابية والشعبية في مكان آخر، وتعمل للتحريض الإقليمي والدولي ولجعل لبنان مسرحاً للخلافات، وساحة لا ينتفع منها لبنان، لمجرد أن الأمور ليست بيدهم وأنهم لا يتحكمون بمقادير الأمور". وسأل:"هل الخروج من السلطة يستدعي تخريب لبنان؟". وقال إن الحكومة السابقة"فشلت فشلاً ذريعاً في المجالات كافة، لأنها أبقت حالة التوتر في لبنان وغلبت المصالح الفئوية على مصلحة الوطن". ورأى النائب عن"حزب الله"علي فياض أن"الذين يتهجمون على إيران يسعون الى رفع التوتر محلياً وإقليمياً على قاعدة زيادة الفتن والانقسامات، ويحيّدون الدور الإسرائيلي ويجعلون منه موضوعاً ثانوياً، وهذا الموقف يستجيب حرفياً للموقف الأميركي ويتقاطع مع المساعي الإسرائيلية". وأضاف:"لم نكن نعلم أن الخروج من السلطة يُفقد التوازن الى هذا الحد". وفي المقابل، رد نواب من كتلة"المستقبل"على الانتقادات الموجهة الى الحريري، وقال وزير الدولة في حكومة تصريف الأعمال جان أوغاسبيان أن من"الخطر الكبير أن يتدخل أي فريق لبناني في شؤون أي بلد آخر". ورأى النائب نهاد المشنوق"أننا اتخذنا قرار المواجهة السياسية لأن الحكومة العتيدة هي حكومة مواجهة وليست حكومة تسويات". على صعيد تأليف الحكومة برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي، كان لرئيس الحكومة السابق عمر كرامي، أحد أركان المعارضة، موقف لافت أمس إذ أعلن أن"الضوء الأخضر لتشكيل الحكومة لم يأت بعد وكل شيء سيمشي بعد أن يأتي هذا الضوء". وقال مصدر سياسي بارز مواكب للاتصالات من أجل تأليف الحكومة، إن الجهود التي يقوم بها المعاونان السياسيان للأمين العام ل"حزب الله"حسين الخليل ولرئيس البرلمان نبيه بري النائب علي حسن خليل مع رئيس"تكتل التغيير والإصلاح"العماد ميشال عون للاتفاق على توزيع الحقائب وتحديد الأسماء قطعت شوطاً. وذكر المصدر أن لا صحة لما يروّج عن صيغ هيكلية الحكومة وأن المطروح توزيع الحصص على التشكيلة الثلاثينية، ب10 وزراء لتكتل عون و10 وزراء لقوى 8 آذار الأخرى، بما فيها الأمير طلال أرسلان والحزب"السوري القومي الاجتماعي"، و10 وزراء للرئيسين سليمان وميقاتي ورئيس جبهة النضال الوطني وليد جنبلاط. وأكد المصدر أن صيغة الحكومة المتفق عليها هي 19 لقوى 8 آذار وعون و11 وزيراً لسليمان وميقاتي وجنبلاط وأن البحث جار للاتفاق على وزير من أصل 19 وزيراً يسمى لوزارة الداخلية ويوافق عليه سليمان وعون إذا تقرر إسناد وزارة الداخلية لغير الوزير الحالي زياد بارود. وقال المصدر إن بين الأسماء المطروحة لهذه الحقيبة سفير لبنان الحالي في الفاتيكان العميد المتقاعد جورج خوري إضافة الى غيره من الأسماء.