بهاء ثروت ممثل مصري شاب تخرج في معهد الفنون المسرحية وبدأ مشواره الفني في مسرحيات بيت المسرح حتى جمعته الصدفة في أحد العروض المسرحية بالمخرج عبد العزيز السكري الذي حيَّاه على دوره في مسرحية «عطيل» وضمه إلى فريق عمل «هالة والدراويش» عام 1995، الذي كان أول ظهور لبهاء ثروت درامياً. وتنوعت بعد ذلك أعماله واختلفت الشخصيات التي قدمها، وهذا أبعده كثيراً عن التصنيف أو بالأحرى وضعه في شخصيات محددة، فقام بأداء الكثير من الشخصيات الحقيقية في أعمال السير الذاتية مثل محمد التابعي في «أسمهان»، والنقراشي في «رجل من هذا الزمان»، وآخرها تجسيد شخصية رشدي أباظة في مسلسل «الشحرورة»، وقدَّم أيضاً الطراز الصعيدي مثل خيري في مسلسل «الرحايا» ولمع كثيراً في الشخصية الشعبية مثل حليمو في «كيد النسا». تعتبر السنوات الثلاث الأخيرة الإطار الحقيقي الذي أبرز موهبته، عن ذلك يقول: «كل عمل له تأثير حقيقي في مشواري. والحمد لله بدأ اسمي يعلق في أذهان الناس، ولكن الأهم هو الاستمرار في الخطوات ذاتها والحفاظ على النجاح». فكيف استعدّ لكل شخصية على حدة، يجيب: «استعدادي كان بمذاكرة الورق جيداً واختيار أدوات كل شخصية بدقة مع وجود الموهبة والحمد لله، بالإضافة إلى الصدق في الأداء، والنجاح جاء بذلك وتوفيق الله سبحانه وتعالى». فماذا عن أداء دور رشدي أباظة، يجيب: «حاولت أن أصل إلى روح الشخصية بمشاهدة الكثير من أعماله، ولكن الصعب في الشخصية أن الفنان رشدي أباظة رحمه الله لم يكن له لازمة محددة نتوقف عندها أو نبرزها بل كان يعتمد على حضوره وموهبته بتلقائية». ويضيف: «من هنا قلقت جداً من تأدية الدور، واعتذرت عن العمل، وأبلغت المخرج أحمد شفيق أنني لن أستطيع القيام بالدور بخاصة أن الشكل مختلف تماماً، ولكن أقنعني بعدم القلق وطلب مني أن أركز على الجانب الشخصي والروح، أي حياة الإنسان العادية في حياة أباظة، ونبرز للناس حياته الطبيعية البسيطة». ويقول: «قدمت كل الأدوار بصدق. والأمر هنا يعود إلى أن الشخصيات مكتوبة بشكل جيد والحمد لله نجحت في هذه الأدوار، ولا أفضّل عملاً على آخر فلكل منها بريقه». اشترك بهاء ثروت في الكثير من الأعمال التي تروي السير الذاتية مثل «ليلى مراد» و «الملك فاروق» و «أسمهان» و «رجل من هذا الزمان»، فهل يفضّل تجسيد الشخصيات المعروفة أم تجسيد نماذج من المجتمع؟ يجيب: «قدمت الكثير من أعمال السيرة الذاتية، وفي الواقع أصابني الملل من ذلك؛ لأن أعمال السير الذاتية أخذت مساحة كبيرة من الدراما وأصبحت موضة، وأنا أفضّل تجسيد نماذج من الحياة، وأن نهتم في المرحلة المقبلة بمناقشة قضايا مجتمعنا». وعن البطولة المطلقة، يقول: «جسدت مسلسل «الشهاب» وكان من بطولتي، ولكنه لم يعرض لأسباب لا أعلمها، ومع هذا أقول إن البطولة المطلقة سيأتي وقتها ولكن الأهم بالفعل الدور المؤثر». ويتمنى بهاء ثروت أخيراً تجسيد عمل تاريخي يروي حياة أحد الأئمة مثل الحسن البصري. لكن لو طلب منك تجسيد إحدى شخصيات النظام السابق هل ستوافق أم سترفض؟ يقول: «عرض عليَّ ورفضت؛ لأني لا أحب تجسيد شخصية معاصرة جداً ومكروهة من الجميع خوفاً من حصري في هذه الأدوار. وأرجو إعفائي من ذكر العمل احتراماً للقائمين عليه ولمن قبل تجسيد الشخصية».