دعت فرنسا أمس السلطات السورية إلى وضع الإصلاحات المعلنة، ومنها رفع حال الطوارئ السارية في البلاد منذ عام 1963، قيد"التطبيق الفعلي والسريع"، في وقت دعا الرئيس نيكولا ساركوزي في بروكسيل سورية إلى وقف العنف حيال المتظاهرين، مؤكداً أن رد فعل الأسرة الدولية"سيكون هو نفسه في كل مرة". غير أن وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيلله انتقد ضمناً تهديدات الرئيس الفرنسي بتدخل عسكري في كل مرة يقمع فيها مدنيون. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو إن"فرنسا تدين بأقصى قدر من الحزم أعمال العنف التي أدت في 23 آذار مارس إلى مقتل خمسين شخصاً وإصابة الكثير من الجرحى". وجدد المطالبة ب"تحقيق شفاف في أعمال العنف"في درعا ومناطق سورية أخرى. وتابع ان"في وقت تشهد المنطقة موجة كاسحة من التطلعات إلى الحرية، فإن فرنسا تعيد التذكير بأهمية الإصلاح والحوار والتخلي عن كل شكل من أشكال العنف واحترام حقوق الإنسان، خصوصاً حرية الرأي والتعبير والحق في التظاهر سلمياً". وكان ثلاثة ممثلين عن المعارضة السورية عقدوا أول من أمس مؤتمراً صحافياً في باريس هو الأول من نوعه في الخارج، وأكدوا خلاله أن سورية ليست جزيرة وأن شعبها يطالب بتغيير صيغة النظام وليس الدولة التي أكدوا أن أسسها صحيحة. وقال ساركوزي إن"كل زعيم، خصوصاً كل زعيم عربي، يجب أن يفهم أن رد فعل الأسرة الدولية سيكون هو نفسه في كل مرة"، وقال:"نقول لسورية إن قلقنا كبير من تزايد العنف، وفرنسا تدعو إلى عدم استخدام العنف ضد المدنيين الذين يتظاهرون في سورية، ومن حقهم أن يتظاهروا". وتابع:"كل الديموقراطيات يشهد تظاهرات يتخللها بعض العنف أحياناً، لكن لا يمكن أي ديموقراطية أن تقبل بتدخل الجيش لإطلاق النار على المتظاهرين، وهذا الموقف لن يتغير أياً تكن الدولة". ورد عليه وزير الخارجية الألماني ضمناً في مقابلة مع الإذاعة الألمانية اينفوراديو قال فيها:"نعتبر أن تهديد كل زعيم عربي الآن بتدخل عسكري من الأسرة الدولية وأوروبا ليس حلاً"، وان دان في الوقت نفسه استخدام العنف ضد المتظاهرين في سورية. وأضاف:"أرى في ذلك جدالاً خطيراً جداً نتائجه خطيرة على المنطقة وعلى العالم العربي بمجمله"، من دون أن يذكر اسم ساركوزي، وإن كرر تصريحاته بحرفيتها.