واصلت قوات الحكم الليبي الجديد تقدمها أمس داخل مدينة سرت، مسقط رأس العقيد الليبي المخلوع معمر القذافي، وسط مخاوف متزايدة على الوضع الإنساني المتردي للمواطنين المحاصرين فيها والذين يعانون نقصاً في الماء والدواء والوقود والأغذية. وأكدت مصادر الثوار أن إحكام السيطرة على سرت سيتم خلال يومين على أبعد تقدير بعد «هجوم نهائي» يُعد له المجلس الوطني الانتقالي على آخر معاقل النظام السابق. وأفيد في هذا الإطار أن الثوار اتفقوا في ما بينهم على «تقاسم» سرت بين أولئك القادمين من مصراتة والذين يتقدمون من جهة الغرب وبين المقاتلين القادمين من شرق البلاد، خصوصاً بنغازي. ويُطلق سقوط سرت شارة بدء «المرحلة الانتقالية» حيث ستتشكل حكومة جديدة تقود ليبيا في انتظار قيام مؤسسات منتخبة. وظهرت في الفترة الأخيرة خلافات بين فصائل الثوار أنفسهم في شأن من يقود الحكومة المقبلة، خصوصاً بعدما شن إسلاميون حملة عنيفة ضد رئيس المكتب التنفيذي في المجلس الانتقالي الدكتور محمد جبريل. وظهرت قبل أيام خلافات جديدة بين الثوار في شأن انتشار السلاح في العاصمة التي يشكو كثير من سكانها من تصرفات يقوم بها مقاتلون جاؤوا من خارجها خلال عملية «عروس البحر» في آب (أغسطس) الماضي. ودعا رئيس المجلس العسكري للثوار في طرابلس عبدالحكيم بلحاج قبل يومين إلى سحب السلاح الثقيل منها، وهو موقف سبق أن أعلنه في مقابلة مع «الحياة» الشهر الماضي. ورفض بلحاج أيضاً تصريحات لقائد كتيبة ثوار طرابلس أحمد ناكر الزنتاتي بأن المجلس العسكري لطرابلس لا يملك الأعداد الكافية للسيطرة على العاصمة. وكان لافتاً أمس ما أوردته صحيفة «قورينا الجديدة» عن خلافات خلال انسحاب ثوار من طرابلس جاؤوا من بنغازي. وقالت «إن مجموعة كبيرة من ثوار مدينة بنغازي الموجودين بالعاصمة طرابلس انسحبوا، اليوم الثلثاء (أمس)، على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية الليبية». وتابعت الصحيفة، بحسب تقرير نقله موقع «ليبيا المستقبل»، أن «ثوار طرابلس اعترضوا الطائرة التي تقلهم طالبين من ثوار بنغازي تسليمهم أسلحتهم بعدما تركوا المدينة تبدو خالية من السلاح. ورفض ثوار مدينة بنغازي تسليم أسلحتهم لثوار العاصمة، مما (أدى إلى) حدوث مناوشات بينهم بالأسلحة النارية (لكنها) لم تسفر عن وقوع إصابات. وتم في نهاية الأمر تسليمهم السلاح (إلى ثوار طرابلس)، كما رجع ثوار مدينة مصراتة والزنتان بأسلحتهم إلى مدنهم». وأفيد، في ضون ذلك، بأن مراسل قناة «ليبيا الأحرار» أسامة جبريل العبيدي ورفيقه في إذاعة «صوت المرج» حسن المسماري قُتلا في حادث خلال تغطية المعارك قرب سرت. وكانا برفقة قافلة إغاثة في طريقها إلى النازحين هناك. وفي القاهرة (أ ف ب)، قال وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا في تصريح صحافي إن الحلف الاطلسي سيواصل ضرباته الجوية في ليبيا طالما المعارك على الأرض لا تزال مستمرة. وقال: «اعتقد انه ينبغي أن تتوقف المعارك» كي تتوقف ضربات «الناتو». وفي تونس (أ ب)، أعلنت السلطات التونسية اعتقال سبعة ليبيين مسلحين دخلوا البلاد في صورة غير شرعية. وكان السبعة ينوون التوجه إلى الجزائر. ويُعتقد بأنهم من الموالين لنظام القذافي غادروا ليبيا بعد سيطرة الثوار على العاصمة. وتم توقيفهم في منطقة بلخير التي تقع على بعد 260 كلم جنوب غربي العاصمة تونس.