يبدو أن نجوم الفن في مصر رفضوا الغياب عن المشهد الثاني لميدان التحرير الذي كانوا من أبطاله إبان المشهد الأول أثناء"ثورة يناير"، على رغم أن حماسة الكثيرين منهم، سواء المعارضين للثورة أم المؤيدين لها، تراجعت. فالفريق الأول التزم الصمت وتعلم من التجربة الأولى. فاختفت تصريحات زينة التي تفرغت لتصوير فيلم"المصلحة"، مع أحمد عز وأحمد السقا اللذين التزما الصمت أيضاً، بينما غابت تصريحات طلعت زكريا وعفاف شعيب ومي كساب وسماح أنور، فلم يهاجموا"ثوار التحرير"كما حصل في قبل عشرة أشهر. وأكد الفنان عمرو مصطفى أن تركيزه في الفترة الحالية ينصب على متابعة قناة"النيل"للأخبار وتحليل ما يحدث في ميدان التحرير، إذ لا يشاهد فضائيات أخرى سوى تلفزيون بلده، على حدّ قوله. وطالب مصطفى جموع الشعب بالدعاء لمصر والابتعاد من سياسة تصفية الحسابات،"لأن من يحب وطنه عليه نسيان خلافاته مع الآخرين"، كما شدد على ضرورة الاستعداد للانتخابات البرلمانية من دون الحديث عن توقعات بتزويرها،"لأن هذا الكلام سيدخلنا في حلقة مفرغة". وطالب مصطفى رموز الثورة والأحزاب بالاستعداد"الجادّ للانتخابات التي لا مفرَّ منها". وأوضح أنه كان حذّر مما يحدث الآن في ميدان التحرير، لكن أحداً لم يستمع إليه، كما قال. كما استمر صمت الفنانين نور الشريف وحسين فهمي ويحيى الفخراني في شكل يثير الدهشة، خصوصاً أنهم معروفون بأنهم مسيّسون. من جهة ثانية، فإن بعض نجوم الغناء متأرجحون في مواقفهم. اختفى صوت تامر حسني وعمرو دياب لخوفهما الشديد، على ما يبدو، من ترجمة تصريحاتهما في شكل يهدد نجوميتهما. واكتفى محمد حماقي بالدعاء لمصر عبر"تويتر"، فيما تفرغ حمادة هلال للدعاية لفيلمه الجديد"أمن دولت"الذي يعرض حالياً في صالات السينما الخاوية من جمهور قلق على مستقبل بلاده. وأكد الفنان إيهاب توفيق أن ما يحدث الآن في ميدان التحرير ليس ثورة ثانية، بل امتداد لثورة"25 يناير"، للمطالبة بتحقيق الأهداف التي قامت من أجلها الثورة. وأعربت المطربة غادة رجب عن قلقها على مصر، مؤكدة أنها بصدد إصدار أغنية وطنية بعنوان"ولادك يا مصر"من كلمات مصطفى الدمراني ولحن صلاح الشرنوبي. واكتفى المطرب مدحت صالح بطرح أغنيته الجديدة"وحلفت بربي"، فهو يرى أن الأغنية مناسبة للأحداث التي تشهدها البلاد حالياً، وتحمل طابعاً ثورياً على الوضع الحالي، وتحثّ الإنسان على التغيير. أما الفنان محمد منير فأصدر أغنية"يا بلادي" ذات الطابع الثوري لكنه لم يتحدث عن الوضع الراهن. وخفّ بريق"نجوم الميدان"فغابت الممثلة بسمة عن المساندة بما يتناسب وثوريتها التي أظهرتها سابقاً، والحال نفسها تنطبق على الفنان عمرو واكد الذي يصور حالياً الجزء الجديد من مسلسل"لحظات حرجة"في"استديو جلال". ويلتمس البعض العذر للمخرج خالد يوسف الموجود حالياً خارج مصر، فيما فسر البعض الآخر حضور الممثلة تيسير فهمي في الميدان بأنه مرتبط بالدعاية الانتخابية وهي التي ستخوض انتخابات مجلس الشعب المقبلة. وأكد الفنان خالد الصاوي ضرورة محاسبة المسؤولين عن قتل المتظاهرين في"التحرير"ومحافظات مصر، قبل الحديث عن الانتخابات البرلمانية،"فالدم المصري هو الأهم". وأوضح الصاوي أنه كان طالب من قبل بمحاسبة الشرطة على تصرفاتها القمعية ضد المصريين في ثورة يناير وتطهير الداخلية، لكن شيئاً من ذلك لم يحدث،"وبالتالي كانت النتيجة كارثية، ووصلنا إلى ما نحن عليه الآن". وعن إمكان مشاركته مجدداً في تظاهرات ميدان التحرير، أوضح أنه سيحضر في حال شفاء عينيه اللتين تضررتا من قنابل الغاز التي أطلقتها الشرطة على المتظاهرين، وكان بينهم قبل أيام. وقال الفنان خالد النبوي إن من غير المعقول أن يكون رئيس الوزراء هو كمال الجنزوري، الذي كان يتلقى التعليمات من"الحزب الوطني"المنحل، في حين يتم تجاهل أسماء وطنية تلقى قبول الثوار، مثل حسام عيسى أو محمد البرادعي أو عبدالمنعم أبوالفتوح. وطالب النبوي المجلس العسكري بإبعاد الجيش عن"وحل السياسة القذر"، مضيفاً أنه لمن العار على كل سياسي التفاوض على دماء الشهداء وعار على الفرقاء إذا لم يتحدوا. ورأى الفنان عمر الشريف أن المتظاهرين في ميدان التحرير سيربحون، وسيترك العسكريون الحكم الذي سيتولاه الشعب، وسيكون لديه كل شيء. وفضَّل الفنان عادل إمام الصمت في هذه المرحلة، ربما خشية تفسير كلامه"في شكل مغلوط"يؤثر على شعبيته، وبالتالي على مسلسله الجديد"فرقة ناجي عطا الله"الذي يصوِّره الآن.