أكد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي"أن الحكومة لن تحمي من يسهل استمرار الفلتان في الإدارات والمؤسسات، وهيئات الرقابة مدعوة إلى القيام بواجباتها كاملة لا سيما أن المسؤولين فيها يتمتعون بحصانة تمكنهم من القيام بدورهم بتجرّد وحياد"، مشدداً على أن"تطبيق مبدأ الثواب والعقاب لا يمكن أن يكون إلا بعدالة وكرامة، فلا انتقام أو كيدية أو حقد، وأي إجراء يجب أن يبنى على معلومات صحيحة ودقيقة". وكان الرئيس ميقاتي يتحدث خلال ترؤسه أمس، اجتماعاً موسعاً لمراجعة السياسات والاتفاقات الموقعة من قبل الدولة اللبنانية في مجال مكافحة الفساد شارك فيه الوزراء: محمد فنيش، شكيب قرطباوي، مروان شربل، ورئيس منظمة"البرلمانيون العرب ضد الفساد"النائب غسان مخيبر، ورئيس مجلس القضاء الأعلى بالإنابة القاضي سعيد ميرزا، ومعنيون. وقال ميقاتي:"إن مكافحة الفساد ورشة وطنية ولا يجوز أن يعتبر بعضهم أنه معني بها، فيما ينكفئ بعض آخر لاعتبارات سياسية ضيقة، لأن مضار الفساد لا تميز بين موالٍ أو معارض، وإذا كانت التدخلات السياسية تحجب الواقع، فإني التزمت أمام الرأي العام وأمامكم وأكرر اليوم أن الحكومة لن تغطي أي مخالف، ذلك أن ما من مسؤول أو موظف يجب أن يكون فوق القانون مهما علت رتبته أو وظيفته". ووعد ب"محاولة ابعاد التعيينات عن المحاصصة والمحسوبيات مع مراعاة مقتضيات الوفاق الوطني". وأوضح فنيش بعد الاجتماع أنه كان"لمواجهة ظاهرة الفساد المتفشية. واتفق على أن المطلوب المحاسبة والمساءلة، وإذا كانت هناك ثغرات في التشريعات فالمطلوب وضع التشريعات المناسبة".فيما اعتبر قرطباوي أن الفساد"أصبح شبه سياسة يسير كل الناس فيها، ولا يمكن أن نكمل في هذا الطريق". وتوقف مخيبر عند"استشراء الفساد وغياب الحريات". وقال:"لا نريد أن نصل إلى ثورة في لبنان إنما الناس لا تقبل بالوضع القائم". وكان ميقاتي التقى ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان بالوكالة روبرت وتكنز الذي قال إنه أطلع رئيس الحكومة على"مضمون التقرير الخاص بالقرار 1701 الذي تم تحضيره وسيرسل غداً إلى نيويورك لمناقشته في مجلس الأمن في 29 الجاري، ورأى أن الجنوب"يشهد نوعاً من الاستقرار، على رغم عدم إحراز تقدم باتجاه وقف دائم لإطلاق النار، وهذا ما يقلقنا، أما المسألة الأساسية المتعلقة بالجانب الإسرائيلي فهي استمرار الخرق الجوي للأجواء اللبنانية، التي لم تخف وتيرتها للأسف". وعبّر عن القلق على"أمن قوات يونيفيل، علماً أنه لم تحدث أية حوادث أخيراً إلا أننا مدركون للتهديدات المستمرة ضد يونيفيل، ونقدر الدعم الذي نلقاه من القوات المسلحة اللبنانية وقوى الأمن". وكشف عن تسجيل"خروق من قبل الجيش السوري في الأراضي اللبنانية، ونحن قلقون من هذه التطورات وما تعكسه من انعدام ضبط الحكومة اللبنانية هذه الحدود ومدى أهمية تحديد هذه الحدود".