يقول الفنان اللبناني وليد رعد إن أعماله شبه خفية في لبنان بلده الأم، وهو من المهتمين حالياً بالفن المعاصر في لندن. كثر تعرفوا الى رعد و"الأطلس غروب"ضمن مهرجان"هوم وركس"الذي تنظمه مجموعة"أشكال ألوان"في بيروت، حين قدم عمله"عنقي أرفع من شعرة"، وهو من الفنانين الذين يعملون كثيراً لإيجاد أغرب العناوين وأجملها. كان تقديمه في بيروت، تقديم باحث يشرح دراسة معينة عن عمليات تفجير السيارات خلال الحرب الأهلية اللبنانية، فئة من الجمهور لم تشك، حتى أن وليد رعد يقدم حكايات مفبركة بطريقة واقعية، وهنا تكمن عبقرية هذا الكاذب الجميل. "بدايات عجائبية"هو معرض وليد رعد الذي احتل طبقتين من"وايت شابل"غاليري شرق لندن، يقدم فيه أعماله ضمن مشروع"الأطلس غروب"خلال العشرين سنة الماضية. يضع رعد نفسه في مكان المؤرق والموثق لحكايات لبنانية لم ترو بعد. ففي عمله"أظن أنه سيكون أحسن اذا تمكنت من البكاء"مثلاً، يعرض رعد مشاهد من مغيب شمس بيروت كان صوّرها أحد عناصر الاستخبارات حين كان من المفروض أن يكون يراقب بعض الجواسيس الذين يتقابلون على كورنيش بيروت. ويدعي رعد أن هذا العنصر رقم 71 نفي من عمله حين اكتشفت هوايته في التقاط مغيب الشمس، لكن سمح له بالحصول على صور الشمس، وهو بعث بها لاحقاً الى"الأطلس غروب". لا نعرف ما علاقة العنصر 71 بالمجموعة، انما كل ما نعرفه أن هذا العنصر يحب مشاهدة مغيب الشمس من الكورنيش وتصويره لأنه عاش في بيروتالشرقية خلال الحرب ولم يكن بإمكانه رؤية المغيب جنب البحر حتى انتهت الحرب وبدأ عمله بالمراقبة على الكورنيش. لم يتصالح اللبنانيون مع ماضيهم، وعلى رغم أن العديد من الأعمال الفنية والأفلام السينمائية اللبنانية تدور حول موضوع الحرب، غير أنه قبل وليد رعد لم تكن هناك، أي مقاومة فعلية من قبل فنانين للحد من سرطان التناسي والعفو العام والتكلم عن أشخاص عاديين أو عن تصنع هستيري أو عن بارانويا لا تزال تسيطر على النفوس. كثيرون من الفنانين المعاصرين، خصوصاً أولئك الذين يعملون في العروض الحية، يبدعون أعمالاً تتراوح بين الواقعي والخيالي، أما رعد فأعماله تتخطى هذا الخطاب وتكمن في الوارد أو المعاد تخيَله وتأريخ مرحلة عاشها لبنان وما زال أبناؤه وسياسيوه يرفضون تأريخها وتعليمها للأجيال الجديدة غاضين النظر عن أن تأريخ الأحداث والاضطرابات هو خطوة كبيرة في علاج الوطن والبشر. يعرّف غاليري"وايت شابل"عن رعد أنه"أحد أهم فناني الشرق الأوسط"و"وكالة تطوير الفن الحي"اللندنية اختارته كأحد"أبطال الفن الحي".