أصدرت شركة"بوز أند كومباني"Booz & Company العالمية المتخصصة في الاستشارات، تقريراً تفصيلياً تضمن رؤيتها لوضع الاتصالات الرقمية في الشرق الأوسط. وأعدّ الدراسة قطاع الاتصالات والإعلام والتكنولوجيا في الشركة. وأشار التقرير إلى تزايد اعتماد الاقتصاد العالمي على الرقمنة، وتطوّر حركة البيانات على شبكات الاتصالات الرقمية، خصوصاً خطوط الإنترنت الثابتة والشبكات اللاسلكية الفائقة السرعة. وينطبق هذا الأمر بشكل خاص على منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ووفقاً لأحد التوقعات، سيكون هناك 22 مليون خط ثابت للإنترنت الفائقة السرعة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بحلول عام 2014. ويستند هذا التوقّع إلى ملاحظة أن النمو في الشرق الأوسط يفوق المعدّل العالمي الذي يبلغ 13 في المئة. وتوقّع التقرير عينه أن يرتفع حجم الاتصالات التلفزيونية المحمولة بنسبة 25 في المئة بحلول العام 2014، على المستوى العالمي. ومن المنتظر أن تصل النسبة عينها إلى 18 في المملكة العربية السعودية في 2014. ورأى التقرير أن هذه الأرقام تشكّل تحدياً كبيراً لمشغّلي الاتصالات، ما يوجب زيادة استثماراتهم في شبكات أكثر تطوراً كي تستوعب هذه الموجة من البيانات. تقلّبات لا تهدأ وحمل تقرير"بوز أند كومباني"توقعاً بزيادة سوق الخليوي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمعدل 10 في المئة سنوياً، لتصل إلى 1.3 بليون دولار بحلول 2014. ولاحظ أن نمو سوق البيانات والمحتوى في السعودية مثلاً، ترافق مع انخفاض في أسعار المحتوى، وتدني كلفة الاتصالات. وأكّد التقرير أن السنوات القليلة الماضية، شهدت تحوّل الفيديو مساهماً رئيسياً في الاتصالات المتطوّرة، ما أدى إلى تضخّم كمية الفيديو التي تتدفق عبر البنية التحتية لشركات الاتصالات. وفي الشرق الأوسط، بدأت تطبيقات مثل مؤتمرات الفيديو، العمل من بُعد والتعليم الافتراضي، وهي أمور تتطلب اتصالاً مرتفع السرعة بالشبكات الرقمية، تكتسب زخماً متصاعداً في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وذكّر التقرير عينه بأن جمهور الإنترنت في هذه المنطقة، يتصل بشبكة"الويب"بحثاً عن الترفيه، والتواصل اجتماعياً مثل ظاهرة الإقبال على"فيسبوك"و"تويتر"، والحصول على المعلومات، وتلبية حاجاتهم من الإعلام الاجتماعي. ولاحظ التقرير أيضاً أن جمهور موقع"تويتر"في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، نما بقرابة 300 في المئة خلال النصف الأول من 2009، مُبيّناً أن 61 في المئة من مستخدمي"تويتر"يحدّثون"الحال"الخاصة بصفحتهم مرتين يومياً، وأن 80 في المئة منهم يدخلون إلى هذا الموقع عبر الخليوي أو الحواسيب المحمولة بأنواعها. وتحدّث التقرير عن وجود 10 ملايين مستخدم ناشط على موقع"فيسبوك"في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وفي دول مثل الإمارات العربية المتحدة والأردن ولبنان، يستخدم أكثر من 40 في المئة من المتصلين بالإنترنت موقع"فيسبوك". وتحدّث التقرير عن إمكان أن يصبح البث التلفزيوني عبر الإنترنت تطبيقاً أساسياً في المنازل مستقبلاً، على رغم كثرة القرصنة ووفرة قنوات التلفزيون المجانية. ويمكن أن يحقق الفيديو على الطلب نجاحاً كبيراً في المنطقة، نظراً لشعبية محال تأجير أسطوانات ال"دي في دي"، وقلّة عدد دور السينما في دول الخليج عموماً. وتناول التقرير مستقبل ألعاب الإنترنت متوقعاً أن تكون فرصة لتحقيق نمو قوي في المنطقة، على رغم تصاعد ظاهرة قرصنة هذه الألعاب وبرامجها. واستند هذا التوقع إلى العدد الكبير للشباب في المنطقة حيث تبلغ نسبة من هم دون سن 35 سنة، قرابة 72 في المئة من السكان. ويضاف إلى ذلك، ضآلة خيارات الترفيه البديلة، ونمو الشبكات الاجتماعية على الإنترنت، ما يزيد متعة الأفراد أثناء مزاولة الألعاب الإلكترونية من بُعد. وخلص التقرير إلى الإعراب عن تفاؤله بأن تصل عائدات الألعاب على الإنترنت في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى 111 مليون دولار عام 2014.