بعد جدل استمر شهوراً في الدوائر السياسية والعسكرية في روسيا، حسمت موسكو قرارها أمس، وأصدر الكرملين مرسوماً وقعه الرئيس ديمتري مدفيديف، يحظّر تسليم إيران منظومة صواريخ"أس - 300"الروسية المضادة للطائرات، معتبراً أنها تقع ضمن العقوبات الأخيرة التي فرضها مجلس الأمن على طهران بسبب برنامجها النووي. في غضون ذلك، شهد إحياء إيران الذكرى الثلاثين لاندلاع الحرب مع العراق 1980 - 1988، تفجير قنبلة موقوتة خلال عرض عسكري في مهاباد شمال غربي البلاد، ما أسفر عن مقتل 12 شخصاً على الأقلّ وجرح 70، في هجوم حمّلت السلطات متمردين أكراداً مسؤوليته، اذ وصفتهم بأنهم"عناصر إرهابية مناوئة للثورة ومدعومة من الخارج". واعتبر الناطق باسم الخارجية رامين مهمان برست الاعتداء"رد فعل لعملاء الكيان الصهيوني وحماته، على قدرة إيران الدفاعية ونجاحاتها الديبلوماسية في أكبر المحافل الدولية في نيويورك". راجع صفحة 8 ولقي التفجير ادانة وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون التي قالت في بيان"ادين التفجير الذي استهدف ايرانيين يحضرون عرضا في مهاباد اليوم واعرب عن تعاطفي مع عائلات الجرحى والقتلى واحبائهم". واستعرضت إيران قوتها في عروض عسكرية في مدن كثيرة، أهمها في طهران أمام ضريح الإمام الخميني، حيث سجل نشر"متميز وقياسي لعشرين صاروخاً"، بينها"سجيل"الذي يبلغ مداه ألفي كيلومتر، ويستطيع الوصول الى إسرائيل. تزامن ذلك مع تأكيد مرشد الجمهورية علي خامنئي ان"مصير الرئيس العراقي السابق صدام حسين سيكون في انتظار أعداء البلاد الحاليين والمقبلين، والذين قدموا له كل الدعم في حربه على إيران". وزاد:"كل الذين كانوا يتحدثون عن القضاء على الثورة خلال 3 أيام، تراجعوا الآن عن تصريحاتهم، ما يؤكد ضعفهم وقوة الشعب الإيراني". ولفت الى أن هذا الشعب"يجتاز الآن منعطفاً تاريخياً خطراً"، مستدركاً:"خلال السنوات الثلاثين الماضية، اجتاز محطات مليئة بالمخاطر، لكن عبور هذه المرحلة التاريخية الحساسة لم يكتمل بعد، وعلى الشعب والمسؤولين التحلي باليقظة ومواصلة حركتهم، بتدبير وتعقل وانسجام". الى ذلك، أعلنت السلطات الإيطالية ضبط 7 أطنان من مادة"آر دي إكس"المتفجرة في ميناء جنوب البلاد. ويُشتبه في أن الشحنة كانت في طريقها من إيران إلى سورية. في موسكو، أعلن الكرملين في بيان ان مدفيديف"وقّع مرسوماً يتعلّق بإجراءات تطبيق قرار مجلس الأمن الرقم 1929 الصادر في 9 حزيران يونيو 2010"، ويحظّر تسليم طهران صواريخ"أس - 300"ودبابات ومدرعات ومدفعية ثقيلة ومقاتلات ومروحيات وسفناً حربية، إضافة الى قطع غيارها. وأضاف بيان الكرملين أن"المرسوم يحظّر أيضاً الترانزيت عبر الأراضي الروسية بما في ذلك الترانزيت الجوي، والنقل من روسيا إلى إيران وتسليمها خارج حدود روسيا، باستخدام السفن البحرية والجوية التي ترفع العلم الروسي". وأعلن رئيس الأركان الروسي الجنرال نيكولاي ماكاروف في وقت سابق أمس، أن موسكو"اتخذت قراراً بعدم تسليم إيران صواريخ أس - 300، كونها تدخل في شكل لا لبس فيه في إطار العقوبات". وذكّر أن"قرار وقف التسليم اتخذته القيادة العليا الروسية، وسننفذه". وشدد على ان احتمال فسخ العقد الموقّع مع طهرانوموسكو في شأن صفقة"أس - 300"، في شكل نهائي،"يتوقف على سلوك إيران". وكان تنفيذ هذا العقد الموقّع العام 2007، وتبلغ قيمته 800 مليون دولار، أثار سجالاً واسعاً انخرطت فيه الدوائر السياسية في روسيا بعد صدور القرار 1929، بين مَن اعتبر أن العقوبات لا تشمله، ومن أكد أنها تتيح تنفيذ الصفقة. وفي نيويورك، اكدت الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن والمانيا تصميمها والتزامها حلاً"تفاوضيا قريبا"مع ايران في اطار"الانخراط المستمر"بين الطرفين. وقال بيان مشترك"ركزنا مشاوراتنا على الخطوات العملية الاضافية لتحقيق ذلك"بأمل"مشاركة ايران البناءة والايجابية في الحوار".