فاجأ قرار وزارة التعليم العالي تقديم العام الدراسي في الجامعات العراقية، وتحديد موعد امتحانات الدور الثاني في الكليات خلال شهر رمضان الحالي، الكثيرين من الطلبة الذين لم يسستعدوا بعد للعام الدراسي الجديد فيما بدا بعضهم متعباً بسبب الصيام وغير مستعد للمشاركة في الامتحانات. وعلى رغم الاعتراضات التي جوبه بها القرار من قبل بعض الهيئات التدريسية والطلاب في آن معاً، مضت الوزارة في قرارها الذي بررته بأن تأخير العام الدراسي في العامين الماضيين الى بداية تشرين الثاني نوفمبر كان بسبب تأخر شهر رمضان وامتناع الطلبة عن الانتظام في الدوام قبل العيد، وان تقدم شهر الصيام هذا العام فسح المجال لتقديم العام الدراسي. اما الاعتراضات التي ركزت على إجراء الامتحانات في شهر الصيام بشكل اساس فدحضتها الوزارة هي الأخرى بالتأكيد ان غالبية دول العالم تجري امتحانات الدور الثاني للجامعات بعد اسابيع قليلة من الدور الاول، وان الوزارة طالبت وزارة الكهرباء بأن تستثني الجامعات من التقنين المبرمج اثناء ساعات الامتحان لتتمكن من توفير قاعات مكيفة للطلبة الممتحنين. وترى الوزارة ان استمرار التيار الكهربائي في الجامعات اثناء الامتحانات على غرار ما حدث في الامتحانات العامة البكالوريا سيوفر نوعاً ما أجواء مقبولة للطلبة الصائمين الذين اعترضوا على تقديم الامتحانات في هذا الوقت بالذات. ويشكو بعض الطلاب من صعوبة دراسة المواد التي اخفقوا فيها في الدور الأول وهم صائمون لا سيما ان ظروف فصل الصيف هذا العام واعباءه التي لا تنتهي زادت أيضاً من عدم استعدادهم للامتحانات. واللافت أن الفتيات أظهرن استعداداً اكبر من زملائهن الشبان في العودة الى مقاعد الدراسة باكراً هذا العام بعد قرابة شهرين ونصف شهر قضينها في المنازل، فيما استثمر بعضهن العطلة للانخراط في دورات خاصة للتعلم على انظمة الكومبيوتر والأنترنت واللغة الإنكليزية. وتقول صبا عدنان التي تستأنف بعد أيام عامها الأخير في الجامعة، انها تؤيد قرار الوزارة تقديم العام الدراسي شهراً كاملا في الجامعات العراقية على رغم اعتراض بعض زملائها ومطالبتهم بعطلة اطول. صبا حصلت على شهادة الكفاءة في الكومبيوتر بعدما دخلت دورات خاصة لمدة شهر ونصف الشهر، كي تتهيأ للتقدم الى الدراسات العليا بعد تخرجها في العام المقبل، وهي ترى ان العطلة كانت كافية لأخذ قسط من الراحة، وان من يطالبون بتمديدها غالبيتهم من الطلاب الكسولين وبعضهم اعتاد الخمول خلال العطلة الصيفية. ويبدو ان حيوية صبا ورغبتها في العودة الى مقاعد الدراسة تنطلقان من وضعها الدراسي المتقدم. فهي اكملت امتحاناتها بنجاح وحصلت على معدلات جيدة بخلاف بعض زملائها الذين اخفقوا في النجاح في امتحانات الدور الأول فبدا قرار تقديم العام الدراسي ثقيلا عليهم لأنه سيضطرهم الى تأدية امتحانات الدور الثاني في المواد ذاتها نهاية الاسبوع الحالي. اما امجد علي فيرى ان قرار تقديم موعد الامتحانات والعام الدراسي في الجامعات لم يكن منصفاً للطلبة المشمولين بإجراء الامتحانات. ويقول إن الأسابيع مرت في شكل سريع ولم يتمكن من استكمال المواد التي اخفق فيها في الدور الأول وسيضطر الى الذهاب الى قاعة الامتحان من دون اكمالها. وبين تقبل القرار من بعض الطلبة والاعتراض عليه من آخرين يبقى الهم الأكبر لمعظمهم هو كيفية اجراء الامتحانات في شهر الصيام وفي ظل درجات حرارة مرتفعة... خصوصاً ان الوثوق بوعود وزارة الكهرباء يبدو امراً صعباً في الوقت الحالي.