حذّرت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة فاو، من أن نقص الأموال"يُهدِّد بتقويض عمليات الطوارئ التي تُنفِّذها في تشاد، إذ يواجه مليونا شخص خطر الجوع بعدما فاقم الجفاف وتفشّي الآفات خطورة الأوضاع". وكشفت مسؤولة عمليات الطوارئ، الخبيرة فَطّومة سيّد، عن أن المنظمة"نجحت في تعبئة مليوني دولار من أصل 11.8 مليون، تمثل الحاجات المقدرة في تشرين الثاني نوفمبر الماضي كتمويلٍ ضروري لعمليات الطوارئ الجارية في تشاد، في إطار النداء المشترك بين وكالات الأمم المتّحدة". ولفتت إلى أن المنظمة"نجحت في تعبئة مبلغ 14.5 مليون دولار، لتمويل عمليات الإغاثة في النيجر، الذي كان شهد أيضاً نقصاً خطيراً في إنتاجه الغذائي". وأكدت سيّد، أن"ليس لدى الأطراف المتبرّعين وعي للأوضاع السائدة في تشاد حالياً، والحال فيها مماثلة لما كان سائداً في النيجر". واعتبرت أن المنظمة"لن تتمكّن، بسبب هذا النقص الخطير في التمويل، من توزيع أكثر من 360 طناً من البذور من أصل 11286 طناً، هي الكمية المقدرة لحاجات المزارعين لموسم الزراعة المقبل. كما لن تقدم أكثر من 413 طناً من العلف الحيواني من أصل 6000 طن تنوي المنظمة توزيعها". وكان النظام العالمي للإعلام والإنذار المبكّر في مجالات الأغذية والزراعة لدى"فاو"، أصدر إنذاراً خاصاً عبّر عن"قلق كبير"إزاء الأوضاع في أجزاءٍ من إقليم السهل الإفريقي حيث يواجه أكثر من 10 ملايين شخص خطر الجوع". ولاحظت المنظمة في نشرتها، أن هذه الأزمة"استتبعت بتقليص إنتاج تشاد من الحبوب بنحو 34 في المئة مقارنةً بعام 2008، وب 30 في المئة في النيجر، و24 في المئة في موريتانيا، و7 في المئة في بوركينا فاسو. وتضرّرت المراعي بشدّة نتيجة الأوضاع السائدة، إذ تراجع إنتاج الأعلاف في النيجر بنحو 62 في المئة دون مستويات الطلب". وأشارت إلى أن"معدل نفوق القطعان في تشاد بلغ نسبة 31 في المئة، بحسب البلاغات الواردة العام الماضي في المناطق الغربية والوسطى، بينما نُقِلَت معدلات نفوق لا يُستهان بها من الماشية في بعض الأجزاء من مالي". ورأى النظام العالمي للإعلام والإنذار المبكر، أن انخفاض إنتاج الحبوب وتدهور حال المراعي واستمرار ارتفاع أسعار المواد الغذائية،"أفضت إلى أمنٍ غذائيّ شديد التزعُزع وسوء تغذيةٍ مُتفاقمة لدى البُلدان المتضررة على امتداد إقليم السهل الإفريقي". وقدّر أن في النيجر"2.7 مليون شخص يحتاجون إلى معونة غذائية هذه السنة، إذ ثمة 5.1 مليون نسمة إضافيّة في البلاد تُدرَج في عِداد الفِئات المُعرَّضة لخطر انعدام الأمن الغذائي. كما يحتاج مليونا نسمة معونةً غذائية في تشاد، في وقتٍ يُواجه نحو 258 ألف شخص حالاتٍ خطيرة من انعدام الأمن الغذائي في مالي، ويحتاج 370 ألفاً إلى المساعدة في موريتانيا". وأفادت"فاو"بأن عمليات الإغاثة في النيجر"بدأت مُتضمِّنةً بيع المُؤن الحكومية من الحبوب المدعومة الأسعار، وتنفيذ برامج إطعامٍ شاملة أعدتها"يونيسيف"صندوق الأممالمتحدة للطفولة وبرنامج الأغذية العالمي، مع قيام"فاو"بتوزيع العَلَف الحيواني والبذور والأسمدة في شكل يؤمّن للمزارعين دَعماً على المدى البعيد، من خلال تعزيز إنتاج أصناف البذور الموائمة محلياً". كما تتولّي المنظمة"إمداد الرُعاة بالمساعدة الطويلة الأجل في بوركينا فاسو وتشادومالي".