زادت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة فاو مساعداتها إلى الرعاة ومُربّي الماشية في النيجروتشاد وسط أزمةٍ غذائية متفاقِمة نَجَمت عن شح الأمطار خلال العام الماضي، ما استتبع هبوطاً حادّاً في الإنتاج الزراعي وأدّى إلى جفاف تربة المراعي الطبيعية. ويُقدَّر أن ثمة 9.8 مليون شخص يواجهون خطر الجوع الحادّ لدى البلدين، إضافة إلى آلافٍ آخرين يقعون تحت طائلة هذا التهديد في مناطق شمال بوركينا فاسو وشمال شرق مالي. وإذ تشير مسوحات الأمم المتّحدة والاستطلاعات الحكومية في معظم بلدان شرق إقليم السهل الإفريقي إلى انتشار سوء التغذية الحادّ على نطاق شامل في تلك البلدان بما يفوق معدل 16 في المئة، يتبّين أن هذا المعدّل يتجاوز عتبة المستويات الحَرجة التي حددتها منظمة الصحة العالمية. في غضون ذلك، لا تزال أسعار مواد الغذاء مرتفعة المستويات على نحوٍ يفاقِم صعوبة شراء الغذاء الأساسي من جانب المُزارعين والرعاة الفقراء في عموم الإقليم. قلقٌ شديد وحذَّرت مُنسّقة منظمة"فاو"في غرب أفريقيا الخبيرة فطّومة سيد من أن"الحالة في الإقليم باعثةٌ جداً على القلق"، وأن"رعاة القطعان مضطرّون إلى بيع الماشية، باعتبارها أصولهم الوحيدة ومصدراً مهمّاً لتغذيتهم، بأسعارٍ مُخفَّضة لشراء غذاءٍ فوري كافٍ للأسرة، بينما لا يملُك المزارعون بذوراً للغرس". وأوضحت خبيرة"فاو"أن"الأولويّة تتمثّل في توريد الأعلاف للقطعان وتجهيز المزارعين بالبذور لموسم الزرع في حزيران يونيو المقبل". وفي العام الماضي، هبط إنتاج النيجر من الحبوب 30 في المائة مقارنةً بعام 2008، بينما تقلّص إنتاج لوبيا العين السوداء كمورد بروتين مهمّ للسكان بنحو 37 في المائة. وتلزم المعونة العاجلة أيضاً لتمكين الرعاة من تأمين علف لحيواناتهم التي تعاني من ندرة أراضي الرعي الطبيعية بسبب تقلُّب مواسم الأمطار وعدم انتظامها وشحّها. ويواجه ما لا يقل عن 70 في المائة من القطعان خطراً حقيقياً إن لم تُتَخَذ إجراءاتٌ لإتاحة موارد العلف على وجه السرعة. استجابة النيجر استجابة للأوضاع المتدهورة في النيجر، التي مرَّت بأزمةٍ غذاء كبرى عام 2005، تُشرُع"فاو"في تنفيذ ثمانية مشروعات جديدة بقيمة 12.7 مليون دولار تُحقّق فائدةً لنحو 2.6 مليون شخص. وتَرد تمويلات هذه المشروعات من قِبل الاتحاد الأوروبي، ووزارة المملكة المتحدة للتنمية الدولية، وإسبانيا، وبلجيكا، والصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ في إطار منظومة الأممالمتحدة. وتشمل البرامج الفورية شراء وتوزيع 7850 طناً من العلف، و2500 طن من الحبوب والخُضر وبذورها، وأسمدةً لموسم الزرع الرئيس الذي يبدأ في حزيران وموسم الزَرع الجاف في تشرين الأوّل أوكتوبر. وتُقدِّر"فاو"أنّ"طقم الزَرع"الواحد من بذورٍ وأسمدة يكلّف 35 دولاراً،و يغّل كمتوسط في النيجر نحو خمسة أكياس غذاء تكفي لتلبية احتياجات أسرة من 7 أفراد لمدّة أربعة أشهر. تخضير المراعي في الوقت ذاته شرعت"فاو"في تنفيذ برنامج لتقديم"النقد في مقابل العمل"لصالح الأسر الأضعف من أجل استعادة أراضي الرعي، من خلال تحسين نوعية التربة وتعزيز امتصاصها للمياه في خدمة إنتاج الأعلاف. وتمضي "فاو"أيضاً في تطبيق برنامجٍ عام بقيمة 4.1 مليون دولار في إطار"مرفق الاتحاد الأوروبي للغذاء"، كوسيلة لإعادة تأهيل وتنفيذ تحسيناتٍ متوسطة الأجل في النظام الزراعي للبلاد، بالاعتماد على مشروعاتٍ فرعية لإكثار البذور ذات النوعية الجيدة، وتدعيم هياكل منظمات المزارعين، وتعزيز وصول صغار المزارعين إلى قنوات الائتمان من خلال تمكينهم من الاقتراض بضمان محاصيلهم. توزيع الأغذية بتشاد وتُفيد الحكومة المركزية في تشاد بأن إنتاج الغذاء هبط بنحو 11.5 في المئة مقارنةً بناتج الموسم السابق وبلغ أدنى مستوياته منذ 2006. على أن الحالة تظهر أسوأ بكثير في مناطق بسبب الأوضاع الإنسانية الخطيرة على الحدود مع السودان، والتي ُتفاقمها أيضاً مشكلةٌ شح الأمطار في حالة المزارعين ورُعاة الماشية. ويُلقي تدفّق اللاجئين من إقليم دارفور السوداني وجمهورية أفريقيا الوسطى، بأكثر من 300 ألف نسمة حالياً، بمطالبٍ إضافيّة على الإمدادات الغذائية المحدودة. وبينما تُخطّط"فاو"لتأمين مستلزماتٍ زراعية من البذور والأسمدة الكيميائية والعلف الحيواني بقيمة 4.5 مليون دولار لتشاد قبيل موسم الزَرع في أيار مايو بالاعتماد أساساً على التمويل من قِبل الاتحاد الأوروبي وصندوق الأممالمتحدة المركزي لمواجهة الطوارئ، تتواصل في عمليات توزيع العلف الحيواني والمنتجات البيطرية على الرعاة لكلٍ من مالي وبوركينا فاسو. نشر في العدد: 17185 ت.م: 23-04-2010 ص: 18 ط: الرياض