تشهد منطقة السهل الأفريقي أزمة غذائية مُتفاقِمة تهدد بالجوع الملايين من سكانها، ما دفع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) بتوريد البذور الممتازة إلى مئة ألف مزارع من أضعف الفئات في بوركينا فاسو، كجزءٍ من عملية إنقاذ تبلغ كلفتها 18 مليون يورو يموّلها الاتحاد الأوروبي مباشرة. وأفاد النظام العالمي للإنذار المبكّر لدى المنظمة، بأن الأوضاع الغذائية «تَبعث على القلق والخوف في أجزاءٍ من منطقة الساحل والصحراء، حيث يواجِه أكثر من 10 ملايين فَرد خطر الجوع». وفي بوركينا فاسو، أفضت نُدرة الأمطار إلى انخفاضٍ إنتاج الحبوب خلال العام الماضي بنسبة 17 في المئة. وأعلن مُنسِّق عمليات الطوارئ لدى «فاو» فيها، الخبير جان بيير رينسون، أن «الجفاف يزيد زعزعة الأمن الغذائي بعد ارتفاع أسعار المواد الغذائية». وبدأت المنظمة توزيع البذور المحسّنة على مئة ألف مزارع، تحضيراً للموسم المقبل، ما تنعكِس فوائده على 700 ألف شخص في المجموع. ويُتوقع أن تقود عمليات «فاو» إلى النهوض بمستويات الأمن الغذائي لأكثر من 860 ألف أسرة ريفية، أي أكثر من 6 ملايين فرد في المتوسط. ويتمثّل الهدف في تعزيز إنتاج الأغذية من خلال وضع البذور المحسّنة في متناول المزارعين المحتاجين إليها، وتشجيع عمليات إكثار البذور على أسسٍ مُستدامة وتوثيق منشئها. ويَرعى هذه الجهود مرفقُ الاتحاد الأوروبي للغذاء، وله مخصصات تصل قيمتها إلى بليون يورو، ويمثل ذلك استجابةٍ أوروبية لمواجهة الأزمة الغذائية العالمية. وفي الإطار ذاته، تدعم «فاو» أيضاً 900 مُنتِج للبذور في المناطق المرويّة من جنوب بوركينا فاسو، مِمَن يُرجَّح أن تتحسَّن أوضاعهم وسط الأزمة الراهنة، مع احتمال زيادة عائداتهم الماليّة، وبالتالي سيساهمون في وصفهم مُنتجين للبذور، في تعزيز أوضاع الأمن الغذائي عموماً في بقيّة أنحاء البلاد. وأوضح رينسون، أن في إمكان «مناطق الإنتاج المرتفع تعويض المناطق الأقل إنتاجاً، التي تنقُصها البذور وتواجه غياب الأمن الغذائي، لذا سيذهب جزء من الإنتاج إلى مناطق الأخطار المرتفعة لسَدّ مَواطن العجز.