قسّمت الجلسات في اليوم الثاني والأخير لمنتدى منظمة"الاتحاد الدولي لتحسين التغذية"غاين الأفريقي - الإقليمي الأول في جوهانسبورغ، إلى ثلاث مجموعات عَمل متزامنة، توسّعت في توضيح التجارب المحلية وكانت حافلة بالنقاشات والأفكار، واستنتجت ضرورة العمل على تقريب المعايير الغذائية ومواءمتها بين الدول الأفريقية المختلفة وأهمية البدء بحملات التوعية الغذائية من المدارس لتثقيف التلاميذ حول الصحة الغذائية، وتالياً، المجتمع ككل. وضم المنتدى 12 دولة أفريقية وكان بعنوان"تقاسم المناهج الابتكارية لمكافحة سوء التغذية". وناقشت المجموعة الأولى تطوير البيئة المناسبة وسياسات وتشريعات محلية في الدول الأفريقية لتدعيم الغذاء، وكيفية تفعيلها. وتحدّثت عن المعوقات المحلية أمام تطبيقها والحلول المقترحة، شاركت فيها"الحياة". وعرضت تجربة السنغال في تأمين البيئة المناسبة لتطبيق برامج دعم الغذاء، رئيسة قسم التغذية في"معهد التكنولوجيا الغذائية"نداية فاتو نداية، فأشارت إلى دراسة أجريت عام 2005 أظهرت نقصاً في الفيتامين أ والحديد وحامض الفوليك واليود لدى الأطفال والسيدات في سن الحمل في البلاد، ما جعل وزارة التجارة السنغالية تؤسس لجنةً تجمع القطاعين العام والخاص، بالتعاون مع منظمتي"غاين"و"هيلين كيللر"، وضعت خطة عمل على خمس سنوات. وهدفت اللجنة إلى دعم 95 في المئة من طحين القمح الطري بالحديد وحامض الفوليك و100 في المئة من زيت الطعام بالفيتامين"ألف"، وصدر القرار الرئاسي في الجريدة الرسمية لتطبيقها العام الماضي. ولفتت نداية إلى أن الكلفة الإجمالية لدعم الغذاء تشكل 0.02 في المئة إضافة إلى السعر الأساس للمنتج، وهي لم تحمّل إلى المستهلك. وتحدّث الحاضرون عن أهمية إطلاق برامج توعية للأولاد في المدارس حول أهمية تناول الغذاء المدعوم. وعَرضت المسؤولة عن النوعية ومعايير الجودة الغذائية في"الاتحاد الاقتصادي والنقدي لغرب أفريقيا"، أدلاييد بيليمسيغري، المعايير الموحدة التي أقرت عام 2005 للتنسيق بين الدول ال8 الأعضاء في اتحاد أفريقيا الغربية، عبر لجنة توحد معايير الجودة الإقليمية والمحلية. ولفت الحاضرون إلى أهمية توضيح المعايير المطلوبة للمواد المضافة إلى المنتجات لتسهيل انتقال هذه السلع المدعّمة بين الدول، وإيجاد تناغم بين معايير الدول الأفريقية والمعايير العالمية، علماً أن"منظمة الصحّة العالمية"حددت 5 مكملات غذائية كضرورة وهي: الحديد، والفيتامين"ب 12"وحامض الفوليك والفيتامين"أ"والزنك. وعرض نائب الرئيس التنفيذي في"مجلس الغذاء والدواء"الغاني، جون داركوا، تجربة بلاده مؤكداً أن القانون في غانا يجب أن يعمم ليسري. وأوضح انه جرى تأسيس"التحالف الوطني لدعم الغذاء"الذي يتألف من 14 عضواً من القطاعين العام والخاص والعلمي ويتولى ملكية المشروع، في حين أوكل تنفيذ المشروع إلى"إدارة الغذاء والدواء"الغانية لدعم طحين القمح اللين وزيت النخيل، بالتعاون مع"غاين". وتناول مشكلة الاختلاف بين معايير أفريقيا الأنغلوفونية وأفريقيا الفرنكوفونية. وشرح مدير المركز الوطني للسلامة الصحية لمواد الغذاء المغربي، سعد الحسين، أن المغرب اعتمد دعم الملح باليود عام 1995، ثم دعم زيت الطعام بالفيتامين أ و"د-3"عام 2002، ودعم طحين القمح اللين بالحديد والفيتامين"ب"عام 2004، بالتعاون بين القطاعين العام والخاص والجامعات والمنظمات العالمية من بينها"غاين"، فاستكمل المرحلة الأولى من المشروع بين عامي 2005 و 2008، وبدأ في المرحلة الثانية من السنة الحالية ولغاية 2012. وعمم المغرب تصميم شعار للمواطنين على المنتجات المدعمة يحمل عنوان"صحة وسلامة". ووضع معايير مستحدثة للمراقبة ودرّب 71 مراقباً متخصصاً وطور مختبراته. أما مجموعة العمل الثانية، فطرحت تصميم برامج دعم الغذاء الناجعة والوسائل الأنسب لتطبيقها بفعالية ومراقبة النتائج وتصحيح الأخطاء إن وجدت. وناقشت مجموعة العمل الثالثة التجارب الحكومية والخاصة في تطوير مواد غذائية لشرائح محددة من المجتمع، منها الغذاء المخصص للأطفال، والغذاء المناسب للمصابين بأمراض معدية ك"الإيدز"والسل وتأمين الغذاء للمُعدمين. نشر في العدد: 17163 ت.م: 01-04-2010 ص: 19 ط: الرياض