استبقت منظمة التحرير الفلسطينية وصول المبعوث الاميركي لعملية السلام جورج ميتشل اليوم الى رام الله قادماً من اسرائيل، بإعلان موافقة مشروطة على استئناف المفاوضات غير المباشرة، وسط انباء عن"تقرير سري"لوزارة الخارجية الاسرائيلية يستبعد انشغالاً اميركياً بعملية السلام، ويرجح التركيز على انتخابات الكونغرس نهاية العام. راجع ص 4 وأعلن أمين سر اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير ياسر عبد ربه في مؤتمر صحافي امس موافقة اللجنة المشروطة على المفاوضات غير المباشرة بهدف"اعطاء فرصة محددة زمنياً بأربعة اشهر، ومحددة المضمون للجهود الاميركية للبدء في مفاوضات غير مباشرة مع اسرائيل". واضاف ان الفلسطينيين يريدون ايضا ان تبدأ المفاوضات بقضية الحدود وما يتصل بها من قضايا الامن، مشدداً على"ضرورة الوقف الكامل للاستيطان في القدس والاراضي الفلسطينية ووقف مصادرة الاراضي وهدم المنازل والاعتداءات ضد شعبنا الفلسطيني كمطلب اساسي لمفاوضات مباشرة". ولفت الى الصعوبة التي واجهتها القيادة في اتخاذ القرار بسبب معارضة فصائل في اللجنة او تحفظاتها. ويأتي قرار منظمة التحرير بعد ايام على تلقيها غطاءً عربياً خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي أيّد اجراء المفاوضات غير المباشرة لمدة اربعة اشهر بهدف إعطاء فرصة أخيرة للجهود الاميركية. كما يأتي القرار عشية زيارة ميتشل لرام الله حيث يلتقي الرئيس محمود عباس في اطار التهيئة لاستئناف المفاوضات غير المباشرة، والتي رجحت أوساط سياسية اسرائيلية الاعلان عنها خلال زيارة نائب الرئيس الاميركي جو بايدن لاسرائيل اليوم. واستبعدت وسائل الاعلام العبرية ان يكرس بايدن زيارته للخوض في تفاصيل عملية السلام، مشيرة الى انه سيركز على المسائل الاوسع مثل العلاقات المتعددة الجوانب بين اسرائيل والسلطة، والملف الايراني. واجمعت على ان الهدف الرئيس من الزيارة هو لجم اسرائيل و"تهدئة قيادتها والتأكد من انها لا تخطط لتشويش جهود الادارة الاميركية الرامية لفرض عقوبات على ايران، من خلال توجيه ضربة عسكرية استباقية على المنشآت النووية في ايران". وكان ميتشل التقى امس رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو الذي ابلغه ان اسرائيل مستعدة للمفاوضات مع الفلسطينيين"من دون شروط مسبقة". وكان ميتشل التقى وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك مساء اول من امس. ونقلت صحيفة"هآرتس"عن موظف اميركي رفيع المستوى ان ميتشل"سيقوم بدور ناشط وكبير في المفاوضات، وفي حال تعثرت، فسنحاول التغلب على المشاكل وطرح أفكار من عندنا ... وفي حال رأينا ان احد الجانبين لا يطبق التزاماته، فسنعلن ذلك على الملأ". وفيما تشهد الجهود الاميركية لدفع عملية السلام حركة ناشطة، كشفت صحيفة"هآرتس"عن"تقرير سري"اعدته وزارة الخارجية الاسرائيلية ووزع على سفرائها في العالم، جاء فيه انه ليس متوقعاً ان تكرس الادارة الاميركية اهتماماً كبيراً بالعملية التفاوضية. واضاف التقرير ان الادارة الاميركية"اكتفت في هذه المرحلة بتحريك العملية السياسية حتى عبر التفاوض غير المباشر ... ولن يكون اهتمام الرئيس باراك اوباما منصباً نحو دفع العملية السياسية في الشرق الاوسط ... وبتقديرنا فان الادارة تتوقع ان تركز هذا العام في قضايا داخلية اميركية يتوقع ان تحسم الانتخابات النصفية للكونغرس". وقدر التقرير ان الادارة الاميركية ستسوق المفاوضات غير المباشرة، سواء داخليا او دوليا، على انها انجاز لها، أملا في خلق اجواء تتيح الانتقال للمفاوضات المباشرة في القضايا الجوهرية، مضيفا:"لكن ليس واضحا ان كانت هذه الرؤية تحل محل الطموح الى حل الصراع، اي فقط الاكتفاء بادارة الصراع من خلال التقدم التدريجي في المفاوضات". نشر في العدد: 17139 ت.م: 2010-03-08 ص: 14 ط: الرياض عنوان: منظمة التحرير: موافقة مشروطة على المفاوضات غير المباشرة