ناقش عدد من ممثلي القوى السياسية المعارضة في مصر مع المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية الدكتور محمد البرادعي، أمس، التحركات من أجل الإصلاح السياسي في البلاد وكيفية ترجمة الرؤى التي طرحها البرادعي على أرض الواقع. وبحث الاجتماع الذي عقد مساء أمس في منزل البرادعي، وحضره رئيس الكتلة البرلمانية لجماعة"الإخوان المسلمين"عضو مكتب الإرشاد النائب سعد الكتاتني ممثلاً الجماعة، وعضو حزب الوفد صلاح الطويل، إضافة إلى عدد من المعارضين في مقدمهم القيادي في حركة"كفاية"جورج إسحاق ورئيس حركة"لا للتوريث"الدكتور حسن نافعة، في سبل الوصول إلى توافق في الرؤى من أجل"وحدة التحرك من أجل التغيير". ودعا المجتمعون المدير السابق لوكالة الطاقة الذرية إلى ضرورة حشد الشارع خلف ما يطرحه من رؤى للإصلاح. وكان البرادعي الحائز على جائزة نوبل للسلام عام 2005 أكد أنه لن يستطيع أن يفعل شيئاً بمفرده ما لم يكن هناك تحرك شعبي فاعل. وعبّر البرادعي في مقابلات أجريت معه عقب عودته إلى البلاد يوم الجمعة الماضي عن قلقه البالغ بأن يعتبره المصريون مصدراً للخلاص، مؤكداً أنه يريد أن يأتي التغيير من الشارع نفسه. من جهتها، أكدت جماعة"الإخوان"أنها تحتاج إلى مزيد من الإيضاحات من البرادعي قبل تحديد موقفها من مساندته. وأكد النائب الكتاتني أن من السابق لأوانه تحديد جماعته مرشحاً بعينه تدعمه في الانتخابات الرئاسية التي تجري في خريف العام المقبل. وقال ل"الحياة":"نريد أن نتعرف على رؤية الدكتور البرادعي وكيفية وضع ما يطرحه على الأرض". وتابع:"ما يطرحه البرادعي لطالما نادت به القوى السياسية المعارضة في البلاد، فكلنا متوافقون على تعديل مواد في الدستور وضرورة منح الحرية الكاملة لإنشاء الأحزاب ورفع حال الطوارئ وإجراء انتخابات نزيهة وفي جو من الشفافية". وزاد:"البرادعي أمامه عقبات كثيرة تمنعه من الترشح على مقعد رئاسة الجمهورية، والقضية الآن تكمن في ما هي رؤيته لتحويل ما يتحدث عنه الرجل البرادعي إلى واقع على الأرض". وشدد على أن ذهاب جماعة"الإخوان"ممثلة في شخصه إلى الاجتماع"ليس معناه دعماً للبرادعي ولا تأييداً له ... نحتاج إلى حوار مع الرجل وبمشاركة القوى السياسية الفاعلة في البلاد ونتطلع إلى معرفة رؤيته وأفكاره". وكان البرادعي انتقد ضمناً موقف جماعة"الإخوان"في شأن ترشيح الأقباط لرئاسة الجمهورية، غير أن الكتاتني أكد ل"الحياة"أنه ليس شرطاً أن يحدث توافق كامل حول هذه النقاط ف"التوافق يكون في العموميات وكل فصيل يطرح رؤيته على الشارع والذي من حقه أن يختار الأصلح له". واعتبر الكتاتني أن من يتحدث عن توافق كامل"يريد أن يعرقل الأمور، فالمطلوب الآن هو إحداث حال من الحلحة في الوضع القائم وإنهاء حال الانسداد السياسي التي تعيشها البلاد". نشر في العدد: 17127 ت.م: 24-02-2010 ص: 19 ط: الرياض عنوان: مصر : "الإخوان" ينتظرون إيضاحات من البرادعي