عهدت الحكومة الفرنسية إلى قيادي سابق للمتمردين الطوارق في مالي، مهمة التفاوض مع"تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي"، للإفراج عن 7 رهائن محتجزين في منطقة صحراوية شمال مالي. ووصل إياد غالي، وهو كان مقرباً من القائد العسكري للمتمردين ضد حكومة مالي إبراهيم باهانغا قبل أن يتصالح مع باماكو بوساطة جزائرية، إلى منطقة غاو 1200 كلم شمال شرقي باماكو مساء السبت للمشاركة في المفاوضات الرامية إلى الإفراج عن الرهائن الذي تحتجزهم"القاعدة"، وبينهم خمسة فرنسيين يعملون لدى شركة"اريفا"الفرنسية. ويعرف غالي بأنه"المرجعية الهادئة"في صفوف"التحالف من أجل التغيير"، إذ توسط بين حكومة مالي والزعيم الميداني للمتمردين لعقد اتفاقات عدة للهدنة في إقليم كيدال شمال البلاد. ونقلت وكالة"فرانس برس"عن عدد من الشهود تأكيدهم وصول غالي إلى غاو على متن طائرة من باماكو، قبل أن يتوجه في سيارة رباعية الدفع نحو تيميترين في الشمال. ويتمتع الزعيم السابق للمتمردين بنفوذ كبير في شمال مالي. وهو كان أرسل إلى الخاطفين أحد القريبين منه لرؤية الرهائن قبل أن تعلن باريس رسمياً وجود أدلة تثبت أنهم أحياء. وسيكون هدفه في هذه المرحلة نقل مطالب الخاطفين. وأكدت مصادر في باماكو أن غالي حصل على موافقة حكومة بلاده لقيادة الوساطة، ما يعني استجابة مالي لطلب فرنسا إيفاد أحد الرجال ممن يثق فيهم القيادي في الفرع الصحراوي ل"القاعدة"عبدالحميد أبو زيد الذي يحتجز الرهائن السبعة. وتعود معرفة غالي بالصحراء إلى نهاية فترة الثمانينات حين شكل"الحركة الشعبية لتحرير ازواد"، الوحيدة التي وقعت اتفاق تمنراست مع الحكومة المالية في الجزائر عام 1992، في إطار وساطة كان يقودها آنذاك الوزير الأول الجزائري الحالي أحمد أويحيى. وجاءت هذه التطورات في وقت التقى المسؤول في شركة"أريفا"جان سيريل سبينيتا رئيس مالي امادو توماني توري في باماكو. وقالت الرئاسة المالية إن الرجلين بحثا في"موضوع العاملين مع أريفا المخطوفين في النيجر، وقال سبينيتا إنه يعتمد على مالي للمساعدة في الإفراج عن الرهائن فأجبنا أننا سنبذل كل ما في وسعنا".