أعلن زعيم اليمين المتطرف النمسوي يورغ هايدر أمس السبت أن سيف الإسلام القذافي، نجل الزعيم الليبي معمر القذافي، على اتصال بخاطفي نمسويين احتجزتهما "القاعدة" في تونس الشهر الماضي ونقلتهما إلى شمال مالي، على ما يبدو، وهو متفائل في شأن الافراج عنهما قريباً. وصرح هايدر إلى وكالة"ايه بي ايه"بأن"سيف الإسلام يتفاوض مع الخاطفين وهو متفائل، بحسب تعبيره، بتسوية القضية قريباً". وكان هايدر أعلن مطلع الأسبوع أنه طلب من صديقه القديم سيف الإسلام القذافي التدخل في ملف الرهينتين النمسويين. وذكرت الصحف النمسوية ان المستشار النمسوي الفرد غوسنباور طلب على ما يبدو المساعدة أيضاً من سيف الإسلام الذي اضطلعت مؤسسة خيرية أنشأها بدور مهم في الافراج عن العديد من الرهائن في المنطقة، خصوصاً تحرير 32 رهينة أوروبية خطفتهما جماعة جزائرية قبل خمسة أعوام وكان بينهم عشرة نمسويين. وخُطف النمسويان فولفغانغ ايبنر 51 سنة واندريا كلويبر 44 سنة في 22 شباط فبراير عندما كانا يتجولان في جنوبتونس، وأفادت مصادر متطابقة أن الخاطفين من"تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي"ربما اقتادوهما إلى شمال مالي. وصرح الناطق باسم وزارة الخارجية النمسوية بيتر لاونسكي تيفنتال السبت إلى وكالة"فرانس برس"بأن يورغ هايدر يبلغ الوزارة باتصالاته مع سيف الإسلام. وقال:"تم اجراء اتصالات مع كل دول المنطقة"، مضيفاً:"أننا نفضّل عدم الادلاء بتفاصيل حول العمليات حفاظاً على سلامة الرهينتين". من جهته، أكد الرئيس المالي أمادو توماني توري لنظيره النمسوي هاينز فيشر خلال اتصال هاتفي أن ملف الرهينتين"أولوية"لديه، بحسب ما أوردت السبت صحيفة"سالزبورغر ناخريختن". أما صحيفة"اوسترايخ"فذكرت السبت أن العقيد القذافي بحث مع الرئيس المالي في تلك القضية عندما التقيا في اوغندا قبل أيام. ونقلت الصحيفة عن مصدر ديبلوماسي في مالي أن ليبيا نظّمت مفاوضات بين مفاوضين ماليين والخاطفين في ابو جهابا شمال تومبكتو. وأضافت الصحيفة أن مصادر حسنة الاطلاع في مالي أكدت أن الخاطفين قد يمددون مجدداً المهلة التي اعطوها للحكومة النمسوية للسعي إلى الافراج عن اسلاميين معتقلين في الجزائروتونس لمبادلتهم بالمواطنين النمسويين، والتي تنتهي اليوم الأحد. مواجهات في شمال مالي وفي باماكو، أُعلن أن المواجهات بين الجيش المالي والمتمردين الطوارق تجددت أمس السبت في أقصى شمال مالي بعدما أسفرت أعمال عنف الخميس عن سقوط ثمانية قتلى بينهم خمسة مدنيين. وخطف المتمردون 33 عسكرياً. وأفاد أعيان المنطقة أن متمردين هاجموا صباح السبت ببنادق رشاشة إحدى دوريات الجيش على بعد ثلاثين كلم شمال بلدة ابيبارا الواقعة بين مدينة تنزاوتين المحاذية للجزائر وكيدال شمال كبرى مدن المنطقة حيث يُعتقد أن"القاعدة"تحتجز الرهينتين النمسويين. وقال أحد هؤلاء الأعيان إن"المواجهات استؤنفت بين المتمردين والقوات الحكومية"، وإن تبادل اطلاق النار حصل عن بعد من دون معارك مباشرة، مؤكداً ان المتمردين كانوا يحاولون منع القوات الحكومية المتمركزة في تنزاوتين من الانسحاب الى كيدال. وكانت مواجهات وقعت الخميس في منطقة تنزاوتين بين متمردين طوارق والجيش الذي بدأ قبل أيام عملية نزع الغام زرعها المتمردون ممهداً لهجوم حكومي. وقال أحد اعيان المنطقة ان المتمردين بقيادة ابراهيم اغ باهانغا أسروا اربعة عسكريين. وفي اليوم نفسه، انفجر لغم لدى مرور آلية للجيش المالي في المنطقة نفسها مخلّفاً ثلاثة قتلى بين الجنود، على ما افادت وزارة الدفاع المالية. وافاد مصدر مستقل من الشمال في اتصال هاتفي، أن خمسة مدنيين قُتلوا في انفجار لغم لدى مرور شاحنة كانت تقلهم قرب تنزاوتين، فيما اوضح مصدر طبي أن"طفلا كان بين القتلى الخمسة". وفي اليوم نفسه، خطف المتمردون 29 عسكرياً قال مسؤول حكومي في كيدال السبت إنهم"كانوا ضمن قافلة جنود جرحى آتين من كيدال"لتلقي العلاج، وذلك بعد المعارك التي اندلعت الجمعة في منطقة تنزاوتين. وأكد مصدر مستقل ان"المتمردين أوقفوا القافلة وجرت مفاوضات مع الاعيان لكنها فشلت فاحتجز المتمردون العسكريين". من جانب آخر، أعلن هذا المسؤول لوكالة فرانس برس ان"تسعة عسكريين كانوا جرحوا خلال الاشتباك في تنزاوتين الخميس وصلوا الى كيدال". ومنطقة تنزاوتين الوعرة المسالك والتي تشكل مركزاً لعمليات تهريب بالجملة في منطقة ادرار ايفوراس الصحراوية الجبلية على بعد اكثر من الفي كلم شمال باماكوا، تعتبر معقلاً لرجال ابراهيم اغ باهانغا. وعمد باهانغا المتمرد السابق من الطوارق الى حمل السلاح مجدداً في آب اغسطس 2007 على رغم توقيع اتفاق سلام في الجزائر العام 2006 وضع رسمياً حداً للتمرد. وقد تعرقل اعمال العنف التي اندلعت في شمال مالي المفاوضات الجارية من أجل الافراج عن النمسويين المخطوفين.