حضّ الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ناتو اندرس فوغ راسموسن دول الحلف امس، على دعم مشروع لنصب درع صاروخي يحمي اوروبا وأميركا الشمالية. جاء ذلك خلال اجتماع في بروكسيل لوزراء خارجية الدول ال 28 الأعضاء في الحلف، ونظرائهم للدفاع، مُخصص لتحديد مسار الحلف في السنوات العشر المقبلة، من خلال تبني"نظرية استراتيجية"جديدة تحلّ مكان تلك التي أُعدت عام 1999، أي مع انتهاء الحرب الباردة وقبل سنتين من هجمات 11 ايلول سبتمبر 2001. ويُفترض ان تُطرح الوثيقة الجديدة على قادة الدول الأعضاء في الحلف، للمصادقة عليها خلال قمة لشبونة في 19 و20 تشرين الثاني نوفمبر المقبل. والمخاطر التي تذكرها الوثيقة هي الإرهاب الدولي والانتشارين الباليستي والنووي وعرقلة الإمدادات بالمحروقات والحرب المعلوماتية في القرن الواحد والعشرين، اضافة الى إنشاء درع صاروخي ل"الأطلسي"يحمي السكان وليس الجنود فقط. وقال راسموسن:"مهمة الحلف الأساسية وهي حماية 900 مليون نسمة هم سكان الدول الأعضاء من أي هجوم، يجب ألا تتغيّر ابداً، لكن يجب أن تكون هناك دفاعات حديثة في مواجهة تهديدات حديثة". وأضاف:"الحلف هو الأنجح على مستوى العالم في حفظ السلام. لكن للحفاظ على الفاعلية، نحتاج الى التعامل مع شركائنا المدنيين، ويجب أن نسعى الى الوصول لشركاء على مستوى العالم يريدون جعل العالم أكثر أمناً". واقترح"الأطلسي"توسيع نظام صاروخي دفاعي قائم، ليغطي أراضي كلّ الدول الأعضاء، من هجمات باليستية محتملة تشنها ايران أو كوريا الشمالية. كما اقترح راسموسين انضمام روسيا الى المشروع. لكن ثمة خلافاً بين ألمانيا وفرنسا حول دور السلاح النووي والدفاع المضاد للصواريخ، يعرقل التوصل الى قرار، فيما رحّبت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بالوثيقة الجديدة، لكنها عارضت اقتراحات لسحب 200 رأس نووي تكتيكي من اوروبا. وأفادت مصادر إعلامية تركية بأن واشنطن زادت ضغوطها على أنقرة لتقبل نشر درع صاروخي على أراضيها، فيما اشترطت تركيا لمراجعة موقفها، طرح الأمر تحت مظلة"الأطلسي"وليس بوصفه مشروعاً أميركياً، مع تغيير زاوية طرحه وهدفه، كي لا يبدو وكأنه مشروع تهديد لسورية وإيران، وعلى ان يغطي مجال الصواريخ كلّ الأراضي التركية وليس جزءاً معيناً منها.