أعربت بريطانياوروسيا امس، عن املهما في ذوبان الجليد في علاقاتهما بعد سنوات من الخلاف في شأن مقتل أحد منتقدي الكرملين في لندن مسموماً. وتدنت العلاقات بين البلدين الى مستوى ما بعد الحرب الباردة بعد رفض موسكو تسليم الرجل الذي طلبته بريطانيا لمحاكمته في قضية مقتل العميل الروسي السابق الكسندر ليتفينينكو باستخدام مادة بولونيوم-210 المشعّة والشديدة السمّية. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لنظيره البريطاني وليام هيغ في بداية محادثاتهما في العاصمة الروسية موسكو:"ندعو الى تطوير شامل للعلاقة بين بريطانياوروسيا". ورد هيغ قائلاً:"إنني ممتن لهذا الالتزام الذي أبديتموه لتحسين العلاقات بين المملكة المتحدةوروسيا وسنعمل معاً من أجل ذلك". واجتمع هيغ بالرئيس الروسي ديمتري مدفيديف. وأدى الخلاف في شأن ليتفينينكو الى تبادل طرد الديبلوماسيين بين لندنوموسكو قبل ثلاث سنوات. لكن حتى قبل جريمة القتل، خيم الغضب في شأن اتهامات متبادلة بالتجسس ومنح بريطانيا اللجوء السياسي لبعض أعداء الكرملين على رغم علاقات تجارية واستثمارية مربحة بين البلدين. ويبلغ حجم استثمارات الشركات البريطانية 19.4 بليون دولار من إجمالي الاستثمارات الأجنبية التي اجتذبتها روسيا منذ انهيار الاتحاد السوفياتي عام 1991 والتي تقدر بنحو 262.6 بليون دولار، مما يجعل بريطانيا خامس أكبر مستثمر في روسيا بعد قبرص وهولندا ولوكسمبورغ وألمانيا. وكان مدفيديف ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون تعهدا العمل على تحسين العلاقات في أول اجتماع لهما على هامش قمة مجموعة الثماني في كندا في حزيران يونيو الماضي. وقال هيغ لصحيفة"نوفايا غازيتا"الروسية:"من المهم بالنسبة الينا أن نقر بوجود خلافات لا أن نتجنبها وأن نطرح هذه الأسئلة ونبحثها بصبر ونسعى الى حلها بالحوار". وأضاف هيغ في المقابلة ان بريطانيا ما زالت تريد محاكمة أندريه لوغوفوي الحارس الشخصي في جهاز الاستخبارات السوفياتية السابق كي جي بي لدوره في مقتل ليتفينينكو. ونفى لوغوفوي أي صلة له بالقتل واستبعدت موسكو تسليمه باعتبار ان دستورها يمنع ذلك.